لم تكن القيود الا جحيمَ السجون، ولم يكن القفص الا سجنَ الطيور، فماذا تكون حُرية النفوس؟ حرباً بين اتباع الهوى ونضج العقول.
هُناك من يغَرق تحت مُسمى الحرية! يغرق حتى يصل الى مَرحلة المَوت ثمَ ينجو سريعاً ويعود مِن جديد، هولاء مَن قيدتهم نفوسٌ صلبة حتى اصبحوا سجناء لها سُجنوا حتى ظنوا أن الحرية جريمة! والآخرين ظنو أنها مخالفة للدين وقابلة للتعدي. والكثير يصطف فوق هذا الرف، ولكن الُحرية مُسمى للعيش بدون تَقيد مميت ليسَ مسمى لإرضاء الضمير والتعري منه أو من الحق المسموح، أنما استخدامها بعقلٍ حكيم .

والحق أن الإسلام لا يلوم على حرية الفكر، بل يلوم على الغفلة والذهول، الحُرية ليست عيب بل العيب يكمن في جهل التعايش بِها وسوء استخدامها ، القيود لا تعني دائماً الجريمة كمَا نعلم نحن فتقييد العقل يعني الجهل ، وتقييد القلب يعني الموت ، وتقيد النفس يعني الإعتقال. وأثار إعجابي الشاعر الفرنسي فكتور هوغو حين قال:
(تبدأ الحرية حين ينتهي الجهل لأن منح الحرية لجاهل كمنح سلاح لمجنون). تكرار الجهل في أمر الحرية يدل على أهمية الوعي العقلي والنضج الفكري لا من أجل العيش فقط.

الجميع يُطالب بالحرية والجميع يهتف بها، إذا فُقدت فكرياً فنسجوها نفسياً .
حلقوا بَعِيداً وارسموا لحياتكم يوماً سعيداً ، غذوا عقولكم واحيوا قلوبكم ولا تكن مهدداً بالاعتقال مِن قِبلِ الحياة فمن لا يعرفها جيداً سيكون يوماً سجيناً لها .
الحرية ليست منحةً، بل هي حقٌ للجميع، تُؤخذ بتعقل ولا تُطلب ممن يريدها كيف يشاء او كيفما هو يراها .

كتابة: شروق محفوظ جبلي

تدقيق: سحر الضبيب.

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

8 أفكار عن “غرق من أجل النجاة!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن