ما الحياة إلا قصة قصيرة ودروسٌ وعِبر نخوضها تحت كُل ظرفٍ بما تحمله من عقبات وأزمات ومحن بقدرة الله وتدبيره ولُطفه؛ فكُل ما يحدث في الكون يسيرُ بأمر الله عز وجل؛ فلا تقنط ولا تجزع، ومن كُلِ درسٍ تعلم!
لا تعاتب الله على ما يحدث، بل عاتب نفسك ماذا قدمت، وماذا تقدم، وماذا ستقدم؟ وإلى أين تريد أن تصل؟
فيروس صغير الحجم، هزّ كائنا وكوكباً، جعلنا ندرك حجم أنفسنا ونعيد ترتيب أوراقنا، ونستشعر قيمة هذه الدُنيا وما عليها! وليدرك كُلٌ منا نعمة ما كان بين يديه، وأن الأشياء “العادية” التي اعتدنا وجودها نعمٌ عظيمة، فعلِمنا أن العافية أعز وأثمن ما نملك، وأن الصلاة جماعة حياةٌ لقلوبنا، وصوت تكبيرات المساجد طمأنينة لأنفسنا، وزحام الطائفين حول الكعبة وصفوف المصلين نعمة.
فكمّ هي حزينة هذه الأماكن الآن، أدركنا كم من الجهد يبذله المُعلم لأبناءنا، وأن الوظيفة التي تذمرنا طويلاً من قلة معيشتها، وطول وقتها هي مصدر سعادتنا!
علمنا أن بإمكاننا صُنع أطعمة لذيذة بمفردنا، وأن تناول القهوة بجوار الوالدين بمنزل حفه الدفء ألذ بمئات المرات، وكم من الأنشطة المؤجلة علينا فعلها. أحيا فينا مواهب قد دفنت فتشنا فيها عن أنفسنا، وما الأثر الباقي خلفنا؟، وكم نحن مقصرين؟ بل كم نحن لاهين عن عباداتٍ أخذ مكانها ملهٍ من مُلهيات هذه الدُنيا.
استشعرنا قيمة لقاءاتٍ كانت تجمعنا، وكثيرا مما كان بين أيدينا لمّ نعي له بالاً، واليوم أحزننا!
فهذا جُندٌ من جند الله، يرينا به كم نحن ضعفاء أمام قدرته، عاجزون أمام آياته، وكم هي الحياة فانية والعمر قصير، وأنا خلقنا من أجل هدفٍ أنبل وأعظم.
فلنعد إلى الله صادقين مستشعرين قدرته.
الكاتبة: رهف آل ناصر.
تدقيق: حليمة الشمري.
1 فكرة عن “كورونا محنة فلنجعله منحة!”
smooth jazz music