نحن في هذه الحياة كالمحطات من الطفولة إلى المراهقة مرورًا بالشباب ثم الشيخوخة والكهولة، وكما بدأ الإنسان يعود إلى ما هو عليه .
ومن أصعب المراحل أو المحطات -كما سميّتها-
التي يمر بها الإنسان هي مرحلة المراهقة، وجميعنا نتذكر ذلك الشغب الذي قمنا به سواءً على الصعيد الإجتماعي أو على الصعيد العائلي بشكلٍ خاص أو حتى على الصعيد الشخصي بشكلٍ أخص.
وكل فردٍ منا على حسبِ جيله يتحدد نوع الشغب، فما حال هذا الجيل؟
وكيف نتعامل مع ذواتنا في حين كُنا مراهقين؟ وكيف نتعامل إذا كان هُنا مراهق بيننا ؟

المراهقة هي مرحلة حساسة جدًا مرحلة ما بين النضج و بين الطفولة واللعب، مرحلة اكتشاف الذات، مرحلة حذرة بسهولة ينجرف المراهق نحو طريقٍ خاطئ!
لطالما تردد علينا لفظ “بكرا يكبر ويعقل” وهذا يُقال عند القيام بخطأ ربما يكون بسيط وربما لا.
وبالرغم من أنني ضد هذا اللفظ؛ لأنه قد يؤثر بحياة المراهق حتى بعد نضوجه خاصةً إذا كان الخطأ كبير.
دعونا نُجيب على السؤال الأول:
ما حال هذا الجيل ؟
جيل أتى بين كبتٍ و انفتاح بين فتن الدُنيا بين الحلال والحرامبين طريق الخطأ والصحيح، ويصعب على المراهق الاختيار ما بينهم، لأنه يرى المجتمع يفعل ولا يعلم هل هو على حق أم على باطل.

أما السؤال الثاني:
فكيف نتعامل مع ذواتنا؟
اكتشفها، ابحث عن ذاتك، جرب مرة واثنان وثلاث وعشر، وكُن واعيًا بمن حولك، كُن صبورًا، لا تندفع، فكر قبل أن تفعل إي شيء، لا تستمع لأي مؤثرات خارجية، و أهم نقطة اختر أصدقائك بعناية فائقة وإن كان صعب، اتبع حدسك ووازنه بعقلك، و إن كُنت تملك موهبة نمي تلك الموهبة ، أقرأ ثم أقرأ ثم أقرأ.
وتذكر أن ما في الكتب خاصةً إذا كانت “رواية” فهو خيال من نسيج الكات وإذا كُنت لا تُحب القراءة ، استمع ، وشاهد ..
عش مراهقتك لكي تتذكر ما أنجزته وتبتسم فخورًا اختر طريقك وستنجح.
دعونا نمر مرورًا كريمًا ونجيب على آخر سؤال وهو الأهم ..
كيف أتعامل مع المراهقين؟
جميعنا نعلم بأن تلك الفترة مررنا به وقليل من يعلم أن الذي فادك في مراهقتك قد “لا” يفيد غيرك
وتذكر بأن الجيل قد تغير تمامًا!
فالضرب ، والشك في تكرار الخطأ “ليس” حل
بل هذه مصيبة كُبرى، قد يزرع الشك في قلب المراهق إذ لا داعي للرجوع من الخطأ لأنك لا تثق به ولا يمكنك الوثوق به وقد يصدق الشك ويستمر بالخطأ لأنه من وجهة نظره أنك “لا تصدق أنه تغير”
تقرب منه، اعرفه، شاهد ما يشاهده، شاركه اهتمامه، أقرأ معه، اخرج معه، كُن صديقه وبئر لأسراره، كُن رقيب عليه ولكن من بعيد..

نهاية حديثي جميعنا كُنا هُنا في تلك المحطة (محطة المراهقة) وتعلمنا منها الكثير، فلا تقسو على من يمر بها الآن ودعه يعيشها.

بواسطة: أروى البابطين

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

8 أفكار عن “في بيتنا مراهق!”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

شهر التجديد

شهر التجديد في أيام تملؤها الروحانية والسكينة تتجدد أرواحنا، وتنتقي عقولنا، وتتغذى أجسادنا.في شهر الرحمة

اقرأ المزيد

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن