
“وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ ..”
قيل قديمًا: “إذا أعطيت ابنك رغيفًا أكل يومًا، وإذا علمته صُنع الخبز عاش دهراً.”
عندما نفكر في أبنائنا وما يمكن أن نقدمه لهم في هذه الحياة، تتجه أذهاننا غالبًا نحو المال أو الممتلكات ، ولكن لو تأملنا بعمق لوجدنا أن أعظم ما يمكن أن نمنحه لهم ليس شيئًا ماديًا زائلًا، بل شيء خالد يرافقهم أينما ذهبوا إلا وهو العلم و الأخلاق ، فهما السلاح الحقيقي الذي يمكن أن يواجهوا به تحديات الحياة ! فإذا أورثت اولادك مالًا كثيرًا، فقد يُفنى في وقت قصير، أما إذا ورثوا العلم، فقد ورثوا القدرة على بناء انفسهم وصناعة مستقبل يليق بهم .
إن المال قد يشتري حياةً كريمة لفترة، لكنه لا يشتري عقلًا واعيًا ولا روحًا مبدعة في كثيرا من الاحيان أما العلم، يفتح أبواب الرزق، ويجعل صاحبه قادرًا على التكيف مع كل زمان ومكان ، فالإنسان المتعلم من الصعب ان يُؤثر عليه غيره بمبادئ ربما غير صحيحه اومخالفه للعقل والدين .!
وعلى النقيض من ذلك نجد احيانا اشخاص غير متعلمين ولكن تجدهم قمه في الاخلاق مُتربين على المبادئ والدين ومع الاسف هم قله في هذا الزمن ! وهنا ياتي دور الابوين كما ورد في القران
“وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ” [لقمان: 13].
فهذه الوصية بداية العلم وأصله، إذ تهدي الأبناء إلى التوحيد، وتعلمهم الحكمة، وتبني في نفوسهم أساسًا ثابتًا لا يتزعزع أمام مغريات الدنيا.
وفي السنه قال رسول الله ﷺ:
“إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” [رواه مسلم].
فالولد الصالح لا يكون صالحًا إلا إذا تربى على العلم والإيمان.
الكاتبة: روان جاد الحق






