كيف تلتهِمك المَلامَة ؟

كيف تلتهِمُك المَلامَة؟

“لو أن فلان لم يفعل كذا لَما حدث كذا”
هذه جملة تُقال في أوقاتٌ كُثر، في المنازل وفي العمل وقد تكون في أماكن الرفاهية، وقيسوا عليها كثير من الأمثلة المشابهه لها..

الكثير يضع اللوم على الوقت، على الآخرين، وحتى قد يضعه على الأحداث وهذا كله تفكيرٌ خاطئ وغير مريح لا نفسياً ولا حتى للمدى البعيد، يارِفاق تجنبوا أن تكونوا أُناس لوّامين بمعنى؛ أن نضع حياتنا على موقف معين ونقول لن نصبح شيئا ولن يتغير شيء بسبب أفعال الآخرين أو بسبب هذا الموقف الذي حدث ومضى وهو بالأساس مكتوب لك أن تمُر به وتعيشه، هناك أمر مُسَلّم لابُد أن تقتنع به يا إنسان وهو أن كل أحداثنا وأقدارنا وحياتُنا مكتوبة عند رب العِباد، فهو قادِر على تغيير الحدث ولكنه يرى فيه حكمة تجعلك تعيشه، حكمة تفيدك أنت في حياتك القادمة.

أرى بأن من الخطأ أن نلومَ بشكل عام وأن نلوم كبارنا على تعاملهم بشكل خاص، في المجتمع العربي غالباً يُرى بأن كبار السن والجيل السابق بعضهم غير متفهِم، غير مُنصِت، وقد يكونون قُساة علينا ولكن هذا لايُبرر أن نكرههم وأن نجعل تصرفاتهم وتعاملهم هي مقياس حياتنا الآن..
إنهم كانوا بجيل ليس فيه تعاطف بشكل كافِ هذا ليس عذر بل حقيقة يجب أن يسلط عليها الضوء، لن ألومهم على عدم إبداء حبهم، فقد يعبرون به بطريقة بعيدة كل البُعد عن مفهومنا للحُب. فقد يكون شراء بعض نواقص المنزل، ولايقولوا انتبهوا للطريق بل؛ لاتتأخروا وكأنها صيغة أمر هذه الصيغة المكروهة لدى كل شخص ولكنها طريقتهم!
وقد لايجعلون تعبيرهم واضح ولكن الأهم أننا نعلم في قرارة ذواتنا بأنهم يكنون لنا الحُب.
أنا ضد الفكرة الشائعة لدى البعض بأنه عندما لايعبر والديهم وكبارهم لهم فإنهم حتماً لايحبوننا ويكرهوننا ولايتفهموننا! فإن فرق العُمر جداً كبير هناك كبار لديهم من الكلام واللطف ما الله به عليم ويعبرون بشكل رائع ومريح، وهناك من لايعبر سوى بشراء النواقص أو بالأمر أو بالسؤال وهنا يظن الباقي بأنه ليس كباقي كبار السن هذه سيكولوجية الشخص لديه تصرف وسلوك مختلف يعبر بطريقة تختلف فعلياً عن غيره من المستحيل أن نجد شخصان لديهم نفس التطابق في التفكير والتصرفات لكل شخص كينونته التي قد تكون صُقِلَت من العادات السابقة وبعضها مستمر ومن الإعتقادات الباقية في عقولهم، تخيلوا معي لثواني فقط أنكم في عمرٍ كبير ويأتيكم جيل أصغر منكم بكثير ويلومكم على أفعالكم وتعبيركم لأنه لايواكب جيلهم وقد يكونون لايفهمونه بطريقتكم! حسناً نحاول التعلم حينها ولكن صعب جداً أن أعبر لشخص على مايريد هو وأنا لست مقتنع بهذه الطريقة التي يراها هو تعبيراً مناسباً.

فحبذا أن تكونوا حذرين يارِفاق قبل اللوم أو لاتلومون بشكل دائم، فإن الملامة تجعل الشخص يُسوِف كثيراً ،ويعود السبب؛ لأنه غاضب ويلوم فلا يجد نفع مِمَا يفعل ولا يجد راحة لا لباله ولا لخُططه التي رسمها ليمشي عليها، أن نكون أشخاص ناضجين يعني أننا ندرك ونعرف الفرق بين من يحبنا حقاً سواء كبير أو صغير ومن لا يحمِل بقلبه لنا ولو مثقال حُب، من يعاملنا لأننا نحن الأشخاص وبين من يعاملنا اعتماداً على أفكار أخرى، ليس الجميع سيئ وليس الجميع جيد، اعتادوا بأن هناك توازن في الحياة لذلك هناك شر وخير في الدُنيا نتعلم ونكبر نحبو ونركض ونعود لنحبو ونتعلم ثم نركض مجدداً الحياة هكذا لذلك ليس هناك لوم لا على أحد ولا على الوقت نعرف السيئين ونبتعد عنهم حتى لو كانوا أقرب الأقربين ونعرف الجيدين أيضاً، اقضي على المَلامَة قبل أن تلتَهِمَك يارفيقي وتلتهِم تفكيرك وتزرع داخلك الحقد تجاه من ليس بيدهم تغيير فكرهم الجيد الذي مضى عليه الزمن تقبلوهم كما هُم وتقبلوا طُرق تعبيرهم وسيكلوجيتهم في التصرف كما هي، لنحيا دون أن نلتهم بعضنا بالكلام واللوم ويمتد ذلك ليصبِح سُقماً في ذواتنا.

الكاتبة: ريناد آل منسي

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

فكرتين عن“كيف تلتهِمك المَلامَة ؟”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

تساؤلات

تساؤلات افكر بموضوع العلاقات، هل ضاقت نفوس البشر أم زادت حِده الكلمات؟ هل أصبح العتاب

اقرأ المزيد

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن