
لا تشعل النار، وتنزعج من دخانها.
مقولة عريقة، منذ الأزل تتالى علينا في مواقف،ونرى معناها بين الأحاديث المبهمة أمامنا.
كثير ما ننزعج من أحاديث تذكر أمام أعيننا، وقد تكون موجهه لنا شخصيًا.
و يخالجنا الشعور بالرد عليها؛ لكن الخوف من الأسف، أو الندم بثقل الحديث قد يعود بنا أدراجًا.
ونعاصر شعور الغصة بعدها، ليتنا واجهنا ،ولم نسكت دفاعًا عن كرامتنا.
وقيل أيضًا يستفزونك، ليخرجوا أسوأ ما فيك ثم يقولون هذا أنت.
تلك حيل، إلا حيلة للأشخاص المتنكرين خلف ستار المحبة،
قد يتقمصون الخير لك ثم ينثرون السم في أحاديثهم عليك استفزازاً لك لتظهر لهم بوجهك الآخر.
كل ما يجي علينا معرفته أننا ملزمين على احترام خصوصية الآخرين، والتزام المسافات التي بيننا وبينهم، وعدم التدخل في شؤونهم
،والبعد كل البعد عن الخوض في تفاصيل لا علاقة لنا بها، وقد يؤذيهم التطرق لها فـ تنشأ خلافات و تتأثر علاقات.
الرقي دائما في المساحات الخاصة، و تجنب الاقتراب منها، واحترام الطرف الآخر بكل المقاييس، بغض النظر عن مدى الصلة التي تربطك به.
ف التدخلات أحيانا ، أو محاولة الخوض في تفاصيله الخاصة قد تدمر هذة الصلات بكل بساطة.
ف لا تشعل النار ،وأنت لا تعرف مهما كانت مقاصدك، حتى لا يصيبك سوء دخانها فتحزنك النهاية.
الكاتبة : حصة الجريسي