“سنة جديدة”
و تمر الأشهر… و كيف لعدة أشهر فقط أن تغيّر الكثير فينا ومن حولنا؟ ربما تلك هي حقيقة الحياة؛ دورة مستمرة من التناقضات بين الفرح والحزن والأمل واليأس الدهشة والخيبة، تارةً تأتيك الحياة بخطواتك المحسوبة، وتارةً بانعطافات مفاجئة تغير مسار كل شيء.
نسعى مع بداية كل عام إلى كتابة الأهداف والطموحات، ونضع الخطط بتفاصيل مكثفة، في محاولة لمجاراة العالم من حولنا، حاملين في قلوبنا أحلامًا وأهدافًا جديدة ، نستريح في زاويتنا المفضلة نحتسي كوب قهوتنا المعتاد لنرسم خططًا مفصلة، نسجل طموحاتنا، ونعقد العزم على تحقيقها. نحاول، بكل ما أوتينا من قوة، أن نواكب العالم من حولنا، أن نصبح نسخًا أفضل من أنفسنا.
مهلاً، فالحياة لا تسير دائمًا وفق مخططاتنا. تأتي الأقدار بمفاجأتها الغير المتوقعة، فتميل بنا عن الطريق الذي رسمناه لأنفسنا ، نجد أنفسنا في مواجهة مواقف لم تكن يومًا جزءًا من تصوراتنا أو حساباتنا. تتبخر الأهداف والأحلام المكتوبة، ويصبح أقصى ماقد نتمناه هذه السنة هو أننا مازلنا واقفين على أقدامنا نجد أنفسنا نطلب الله أن يمضي بنا هذا العام سالمين القلب ومعافين النفس
وهذا ماقد يجهله الكثير منا قد لاتكون أعظم إنجازاتك بما حققته من أحلام أو بما أضفته إلى قائمة إنجازاتك. بل قد تكون بقدرتك على الصمود لآخر رمق و بأن تبقى واقفاً على قدماك في منتصف البعثرة و التساؤلات والعواصف التي واجهتك.
لا بأس إن لم تحقق كل ما خططت له هذا العام ، لا بأس إن كانت إنجازاتك تكاد أن لا تُذكر. يكفيك أنك ما زلت قادرًا على مواجهة الأيام بشجاعة، أن قلبك ما زال ينبض وروحك مازالت تحيى وأنك أدركت ولو في لحظة متأخرة، أن الحياة ليست دائماً مجرد قائمة أهداف، بل رحلة مليئة بالمفاجآت والأيام التي تناقض بعضها البعض و التي قد تجعلنا أقوى مما كنا عليه في السابق.
الكاتبة: ندى فهد الدوسري
التدقيق : نجود الشريف