ثقافة العُزلة
مصطلح العزلة ومعناها العام ،كثيراً ما يُختلف عليه وتكثر التساؤلات حول حاجة المرء إليه
وثقافة العزلة لازالت مسألة شائكة وتكاد تكون غير محببه عند البعض بل تفسر على نحو كره المحيط الاجتماعي وعدم تفضيل الانغماس فيه
وهذا بالطبع تفسير خاطئ؛ولا يمُت إلى هذه الثقافة بإي صلة
لان كل إنسان بحاجة احياناً،إلى العزلة مع نفسه لإعادة حساباته والاتصال اكثر مع أفكاره،لرؤيتها بوضوح وفهم ذاته أكثر،بدون اي توقعات او قوالب يضعها فيه الاخرين والمجتمع من حوله
لان من طبيعتنا كبشر، نرسم هالة توقعات حول كل فرد في محيطنا تربطنا به صلة ما،ونضعه في قالب معين ونراها دائماً بتلك الصورة التي رسمناها له
بينما في الواقع قد يكون عكس تلك الصورة
يقول الرافعي : داخل كل إنسان تعرفه إنسان لاتعرفه”

لهذا لا يكون المرء دائماً بمثل ما يراها الاخرين،بل ان تلك الاحكام قد تكون بعضها دون سابق معرفة، و تولد شيء من الانزعاج

تقول الكاتبة بريانا ويست “أننا لا نستطيع استخلاص أهم الحقائق عن حياتنا إلا في العزلة فحسب، عندما نكون بمفردنا من غير توقعات الآخرين حولنا ، نستطيع رؤية جوهرنا الأساسي”.

ومن هنا ندرك أهمية العزلة ، وان اختلاء المرء بذاته على الأقل ساعة في نهاية كل يوم، كفيلة بأن تجعله يُعيد حساباته، ويستخلص حقائقه،دون اي تأثير خارجي او أحكام مسبقة من أحد ،وبذلك يستطيع فهم نفسه أكثر، و يتخذ قراراته، ويُعيد ترتيب حياته وأهدافه بمعزل عن تأثير محيطه.

بقلم:نوال المطيري

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن