طَوقُ النَّجاةِ
نُصاب في متاهات الحياة، ووعورة الطريق و ،ظلمة الدرب، فنحتاج إلى طوقِ نجاةٍ ينتشلنا من تلك العتمة.
تكون على هيئة أشخاص، أو دعوات، أو رسائل قد تمرنا بلطف وتنجينا، فتزهر دنيانا بالنبات الذي يسر الناظرين.
و قد نحتاج أحيانًا للبحث عن ذلك الحائط الذي نستند عليه، قد يبعد عنا مسافات لاتذكر، أو قد يكون بعيدًا، كبعد السماء فنتعثر ولا نصل إليه.
ولعلنا نكون أطواق النجاة لمن حولنا ، وربما يحدث دون علمٍ منا.
ويالسعادتنا لو كنا كذلك.
وعلى النقيض تمامًا، قد تلقي بنا شواطئ الحياة على مرافئ لا خلاص فيها، وتكون هناك أيادٍ تُغرقنا دون وعيٍ منها، وربما تتعمد العبث بنا، فتدفعنا نحو الطوفان بعيدًا عن قوارب النجاة، محاولين إقناعنا بسهولة الغوص في هذه البحار الغادرة، رغم ما يحيط بنا من عواصف الرياح العاتية.
ثم يترك يديك لتصارعا الغرق وحدك، حتى تتقاذفك الأمواج، وتخوض غمار المجازفة، إلى أن تُستعاد روحك بصعوبة على شاطئ الحياة، فتنهض مثقلًا بفاجعة الغدر وألم الغرق.
ثم تعود إلى البداية، تصنع ذاتك وتُصقلها بتجارب مررت بها، مما جعلك شخصًا ناضجًا رغم الظلام الذي عانيته. تصعد رويدًا رويدًا إلى قمة الجبل، وعندما يشرق لمعان النجوم حولك، يظهر ذاك الذي غدر بك، فيفاخر بأنه كان السند لك، رغم أنه من سحبك إلى القاع المظلم.
يتسلقون على نجاحاتك، وينسبون الفضل لأنفسهم، رغم أن أولئك لم يكونوا طوق نجاة، بل قاربًا مثقوبًا يجرّك إلى قاع البحار.
لنكن جميعًا أطواق نجاة، نمد يد العون لكل من يوشك على الانهيار، فنجعل من أنفسنا سببًا في نهوضهم نحو السلام.