كنز الحكمة

إن رجاحة العقل، وبلاغة الكلام، وفصاحة اللسان هي سر الحياة، وأساس التقدم، ورقيُّ الحضارات، ويمثل نقلة حضارية في مجتمعاتنا العربية.
لذا اترك قلمي يفيض ما كتب، ويعرض أفكاره الثرية عن هذا الموضوع.
الحكيم اسم من أسماء الله عز وجل وصفه من صفاته فقد يختص بها من يشاء من عباده، وفي ذلك قدوتنا الرسول صلى الله عليه وسلم فهو معصوم من الزلل والخطأ، فقد جرت الحكمة على لسانه عليه السلام كالماء الزلال، وأفعاله كلها عين الحكمة، وإن الحكمة هي هبة، يمنحها اللهُ لمن يشاء في كل زمان ومكان.
قال تعالى في كتابه: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) البقرة:٢٦٩
وحيث يتمكن المُتسلح بها من إبصار كل ما هو ذو قيمة حقيقية يمر به، ويتطور بصمت، وبإدراك ووعي، وتأمل عميق ممزوج بهدوء اللحظات، وبذلك يرتقي ويكتشف اللحظات التي تعلم منها فيتحول الألم إلى نعمة،
وتكون بداية الرحلة هي عصف أفكارٍ ثم استقرار، وحينئذ يتجلى الضوء الداخلي بتوهج، ويجد الحل في كل معضلة، ولقد امتزجت ما بين الفهم، والخبرة، والمعرفة لاكتساب صاحبها بالرفعة.
ربما تكون هذه الموهبة فطريًا، عطاءً إلهيًا يمنحه الله لمن يشاء، لا تُكتَسب بطول العمر ،ولا تُصقل بمعارك الحياة.
أو قد تكون مكتسبة يكتسبها الإنسان بفعل أسبابها وترك موانعها.

من هو صاحب ذو الحكمة؟
هو الذي يتميز بالأقوال الحكيمة، والأفعال ذات الموعظة الحسنة، والعقلانية والتفائل، يرجح الصواب بما يمتلكه من خبرات وتجارب في هذه الحياة، لديه المقدرة على حل ومواجهة المشكلات، فنجد حكمته في حسن تعامله.
كما في ذلك الصحابي الذي دعا له النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو عبد الله بن العباس حيث قال (اللَّهُمَّ فَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَعَلِّمْهُ التَّأْوِيلَ، وَقَالَ أَيْضًا: اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ، اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْحِكْمَةَ).
كيف يصبح الانسان حكيماً؟
مخافة الله سراً وعلانيةً ” رأس الحكمة تقوى الله “فمن نال القرب من الله، حاز رفعة الشأن في الدارين، فالقرب من الله هو نور علمٍ وسمعٍ وبصرٍ وإحاطة.
ومن ذلك أيضاً الإصغاء فمنهُ تأتي الحكمة، ومن الكلام تأتي الندامة لا بالصمت.
وكما قيل من كثر كلامه كثر سقطه.
الأمور المهمة والتفكر بها بقناعة راضية، راسخة الهدوء قال الجليل ابن القيم رحمه الله ” الحكمة هي عمل ما ينبغي كما ينبغي في الوقت الذي ينبغي “.
فحكمته نتيجة معرفته فمن لا حكمة له لاحُكم له،
ومن لا معرفة له لا علم له.
والسعي دومًا للنمو، والتطور، والابتكار، والعمل على تحقيق التوازن فيما بينهم.
فإياك ودناءة الأمور، ومراق الأخلاق، فإن أعمالك شاهدة عليك فجعلها شاهدة لك.
وعليك بالهمة والأخلاق السامية.

ختاماً… بورك في من جمع بين همة الشباب ،وحكمة الشيوخ.

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن