متاهة تفرعات الطموح

متاهة تفرعات الطموح!

تبدأ البدايات دائماً هادئة للبعض، ومُبهرة للبعض الآخر، وهُناك من يكون مُحبط ولكن هي في النهاية بداية.. قد يكمل البعض فيها الطريق وقد يتوقف.

 بطبيعة الإنسان يستحيل العيش على رتابه واحدة إلا مايكون هناك اعوجاج، وعثرة، وسقوط، ووقوف في طريق الحياة، حتى ولو كان الطريق الذي يسلكه الشخص ليس نهايته هدف ولكن لنعلم بأنه لايوجد طريق سلِس، دون أيّ خشونة، دون منحدر وارتفاع.

 قد يكون ضجيج الأفكار مرتفع لديك في فترةٍ ما؛ بسبب أنك لاتُحب الفراغ، وهذا مايتفق عليه الأغلبية "الفراغ مُميت قاتل"!

لن أستطيع العيش وحياتي روتينية بشكل مُمِل يبعث الإحباط في النفس؛ ولذلك أجد أن هُناك حلول عِدة، مثل:

• تعلم مهارة جديدة وممارستها.
• قضاء وقت ممتع مع نفسك بمتابعة وثائقي أو فيلم مُحبب لك أو أياً كان.
• الجلوس مع العائلة في أوقات الفراغ.
• ممكن أن يكون عملاً عن بُعد تقضي فيه وقتك.
• وأخيراً حبذا لو تقرأ كتب مفيدة تكتشف ذاتك من خلالها، ليس كتب تطوير الذات التي يكون سردها مُمِل لا، فهُناك كُتب تطويرية ممتعة وقد تكون على طريقة قصص أو مقالات أو حكم ويتداخلها قصائد، المهم اكتشاف ذاتك في هذا الوقت الفارغ خصيصاً. وكُن راضياً..
  راضياً بكُل مالدّيك بكُل ماتملك
  وكل ما لم تملكه لأنك إن رضيت
  ستعيش هذه الفترة راضياً مُبتهج
  وكل حياتك ستكون سعيداً.

استغل الوقت بقربك من الله، وقضاء وقت ممتع مع نفسك، ومع عائلتك، وبعدها ستجد الراحة الفكرية عندما تُشتت تفكيرك عن تفرعات الفِكر، والطموح، وتعدد الخيارات؛ لأن التشتت وكثرة الخيارات وازدحامها قد تُسبب لك تشابك في التفكير ومن ثُم إحباط بدلاً من الحماس والطموح للاختيار. تدريجياً ستشعر بأنك قادر على اتخاذ القرار بعد مايصفو ذهنك ويرتاح بالك وينشرح صدرك، ستُحارب الفراغ باستشعار النعم من حولك واستكشاف ذاتك وقضاء الوقت الرائع وبعدها ..
ستبدأ بالخروج من متاهة التفكير صدقني، وستختار الأفضل وستستطيع أن تخطو متجنّبًا كل شوائب الطريق بوعي وارتياحٍ فكري ونَفسيّ تام.

فلا تخاف يارفيقي!
فإنني أفهمك، الفراغ يشعرك بالخوف
يشعرك بالشتات والغُربة ويُحبطك!
ولكن ستتخطى هذا جميعه إن تصرفت
بطبيعتك بعيداً عن كل المُلهيات. جِدّ قنديل
أيامك، وقاتل فراغك بالخروج من متاهة الأفكار،
وجُهداً مُجدياً بإذن الله.

• بقلم: ريناد آل منسي
• ⁠تدقيق: غدي العصيلي