احتراق شمعة:
كانت هناك شمعة تضيء غرفة صغيرة، تمنح أملًا وضوءًا في جوٍ مظلم. ولكن مع كل لحظة تمر، بدأت تلك الشمعة تذوب، وتختفي كأنها لم تكن.
هكذا هي حياة الإنسان، مليئة بالطاقات والإمكانات، ولكنها تتطلب منا إدارةٌ حَذِرة للمحافظة على بريقها، ونستثمر كلَّ لحظة.
إن احتراق الشمعة يشبه كثيرًا دورة طاقة الإنسان. فكل فعل نقوم به، وكل قرار نتخذه، يُشبه شعلة تلك الشمعة التي تنير الطريق أمامنا. ولكن مع الأسف، كثيرًا ما ننسى أن ندير هذه الطاقة بشكل صحيح. قد نتجاهل احتياجاتنا الأساسية، أو ننغمس في روتين ممل يستهلك كل طاقاتنا، مما يؤدي إلى تلاشي بريقنا ببطء.
ولكن توازن الحياة هو المفتاح. كما أن الشمعة تحتاج إلى وجود قاعدة ثابتة لتبقى مشتعلة، يحتاج الإنسان إلى تحديد أولوياته. يجب ألا نسمح للضغوطات اليومية بإخراجنا عن مسارنا. من خلال التأمل ووقت الفراغ وخلق مساحات لنفسنا، يمكننا إعادة شحن طاقاتنا واستعادة شغفنا.
حين نتحدث عن الاحتراق، يبرز سؤال مهم: كيف نُدير قراراتنا بدقة؟ كالشعلة التي نختار إشعالها في الشمعة، يجب علينا أن نكون حذرين في اختياراتنا. كل قرار نأخذه، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، له تأثيرات عميقة على حياتنا.
لننظر إلى الشمعة مرة أخرى. قرار إشعالها يعتمد على الرغبة في جمال الضوء أو الشعور بالأمان. في حياتنا، يجب أن نتخذ قرارات نبني بها مستقبلنا بحكمة. علينا أن نختار الأصدقاء الذين يدعموننا، والأهداف التي تحقق لنا الاكتفاء، والأنشطة التي تعزز من طاقتنا، وتجنب الأنشطة التي تُهدر طاقاتنا بلا فائدة، جميعها عوامل تُحدد مدى نجاحنا في توجيه تلك الطاقة بشكل صحيح. وعندما نُدرك أن كل لحظة قَيّمة، سنسعى لأن نعيشها بوعي.
كلما كانت طاقة الإنسان مشتعلة ومرتبطة برؤية واضحة، كانت الحياة أكثر إشراقًا. دعونا لا ننسى، أن الحياة مثل احتراق الشمعة، نحتاج لأن نزن خطواتنا بدقة، ونستثمر في كل لحظة، حتى لا نندم على ما فاتنا. لنحاول أن نكون شموعًا تضيء للآخرين، بينما نحافظ على الإشراق في داخلنا.
كتابة / شروق جبلي
