علي الطنطاوي الشيخ الجليل الذي يحمل همومنا،
غير عابئ بهذا الثقل فيخطب ويتحدث بالحق دون مواراة، عبر التأليف. وأسهم بشكل عظيم بوعي المجتمعات.
هذه المقالة “بنيتي” “بني” من أشهر ماكتب فقد نشرها وهو يقرع باب الثمانين، وكتبها في عمر الثالثة والخمسين.
“يابنيتي يخاطبك بهذا الطريقة هاتفًا محترقًا بأعلى صوته: وصلنا إلى حال لايرضى بها الإسلام بل في كتب النصرانية المحرفة، ولم يعملها المجوس في التاريخ، ولا كتب قديم الزمان، وإلى حال تأباها الحيوانات.
ونحن نهاجم ونُقاتل من طريقين: طريق الشبهات، وطريق الشهوات. والأول مرض أشد خطرًا وأكبر ضررًا ولكنه بطيء السَريان، وليس كل من تلقى الشبهة يقبلها، ولا كل من تُثار إليه شهوة يستجيب لها فهو مريض سريع الانتشار كثير العدوى.
فالأول كفر والطريق الآخر إلى الفسق.
إن باب الإصلاح بأيدي البنية فإذا آمنتِ بوجوده صَلَحَ الحال، والمجتمع ويجب أن تعي ذلك.
ولولا الرضا لم يقدم الرجل، فكأنك تسمحين لسارق بالدخول فعندما يسرق ما يريده، تولولين بعدُ أن هناك سارق!.
وما رأى شاب فتاة إلا جردها من ثيابها إي والله، وأحلف لك مرة ثانية. فيغفر المجتمع الظالم لشاب ضلّ ثم تاب، وتبقين.
والبنت مهما بلغت من المنزلة والغنى فلن تجد سعادتها إلا بالزواج. وأقولها بملئ فمي فإن رأيت كل من بلغ مابلغت إلا أنها لم تحقق التي تقتضيه فطرتها وهو الزواج، وهناك قصص عدة يراها المبصر والبصير.
وإن كانت تلك الخطب غير مفيدة، فنخاطبكم بالأمراض النفسية والجسدية، بل إن الجمال لن يدوم وستكبرين وينفرون من حولك، وتقرعين بنفسك، بضياع الوقت والجهد إلى مايذلك وينهر شرفك، وكرامتك.
فارجعن إلى الخير خطوة خطوة، كما أقبلتن على الشر خطوة خطوة، بمعاونة النفس والشيطان.
أما ماتأباه الحيوانات، إذ أن الديكين يقتتلا، غيرةً وذودًا على الدجاج وهذه حقيقة.
فماذا أقول؟ وماحالنا؟
هل تشوهت فطرتنا إلى هذه المرحلة! ولو اجتمعوا أهل الأرض منذ خلقتها إلى نهايتها أن يغيروا خلقة الله وأن يساووا بين الجنسين، وأن يمحوا من نفوسهم هذا الميل لم يقدوا ولن.
فنتناسى أن الله جعل للأنثى والذكر ميلٌ للآخر. الرفيق، الزميل، جميع تلك المسميات أكذوبة وأوهام فوق أوهام يستلذ بها الإنسان في حينها.

ومن أعظم مشكلات الغرب الحاملات من الطالبات، فاصبحوا يُعلِّمون المرحلة المتوسطة استخدام حبوب منع الحمل، وألم تقرؤوا تبعات هذه الأمور؟ إذا كنتم تدَّعون الثقافة، فتثقفوا عن مشكلاتهم وأزماتهم حتى لانقترب من الهاوية التي سقطوا منها ونتبعهم فنسقط مثلهم.

إنه لايكون الضحية إلا أنتن فلا تقدمن نفوسكن ضحايا على مذبح إبليس.

وفي آخر حديثه يتنهد فيقول هذه نصيحتي إليك يابنيتي، وهذا هو الحق فلا تسمعي غيره، واعلمي أن بيدك مفتاح باب الإصلاح، فإذا شئت أصلحت نفسك وأصلحت بصلاحك الأمةَ كلها.
والسلام عليكِ ورحمة الله.”

الكاتبة: رحاب الدوسري
المدققة: غدي العصيلي

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن