التوقيت الخاطئ
ربما واحدة من أهم الأشياء التي يمتلكها الإنسان على هذه الأرض هي قوة القرار،
فالقرار ممارسة يومية في كل تفاصيل حياتنا،
لأننا دائماً بحاجة لاتخاذ القرارات حتى في أتفه الأشياء وأبسطها.
فالحياة لا تقوم دون قرار يُتخذ، لكن المعضلة الحقيقية هي؛ عملية اتخاذ القرار نفسها، لا سيما في الأمور الهامة والمفصلية في حياتنا، لذلك نسعى بكل قوة ونبحث في كافة المعطيات لكي نتجنب الندم الذي يرافق اختياراتنا وقراراتنا الخاطئة؛ لأن أحيانًا قد لا تتوفر المعطيات اللازمة لاتخاذ القرار وقد تتّخذ قرارات خاطئة.
وهنا ينبثق تساؤل هل فعلاً الخطأ يقع دائماً على القرار وحده أم الظروف؟ أو بمعنى أصحّ توقيت اتخاذ ذلك القرار؟
وربما بعد تفكير طويل وقياساً على التجارب، توصلت إلى قناعة مفادها أنه أحيانًا ليس هناك قرار خاطئ بالضرورة، وإنما توقيت خاطئ ومعطيات توفرت في تلك الفترة التي كان يجب اتخاذ القرار فيها هي من قادت إلى القرار الخاطئ.
ففي حياة كل منا أكاد أجزم أن هنالك الكثير من القرارات الخاطئة، فقط لأنها تزامنت مع توقيت سيئ ومعطيات شبه معدومة
وربما هذه معضلة البشر الحقيقية فلا أحد يعلم مدى صحة قراره ولا حتى توقيته الصحيح؛ لكن مهما انخفضت جودة قراراتنا أو حتى حاولنا أن نتفادى نسبة الخطأ فيها تبقى هنالك قناعة متجذرة أن القرارات شئنا أم أبينا لا يمكن أن نتأكد من صحتها تماماً، لأنه في النهاية نظرتنا للأمور تبقى قاصرة وهذا جزء من كَوننا بشر.
بقلم: نوال المطيري
تدقيق: غدي العصيلي