وهم التغيير
إن مصطلح تطوير الذات الذي يُتداول في عصرنا بكثرة، وأصبحت تُقام الدورات تحت مظلته بل؛ وتؤلف الكُتب لجذب المهتمين به والتي تزعم التطور الهائل الذي سيحدث في شخصيتك فور قراءتك هذا الكتاب، أو حضورك تلك الدورة.
الحقيقة أنني دائماً محاطة بالتساؤلات حول كيفية حدوث هذا التغيير، وكان على رأس قائمة تساؤلاتي؛
هل فعلاً الإنسان قد يتغير بين ليلة وضحاها؟
هل كتب تطوير الذات والدورات كفيلة بأن تجعله النسخة الأفضل منه؟
وللأسف أن الواقع يقول عكس ذلك، لا يوجد وصفة سحرية تحدث تغيير هائل بشخصيتك من قراءة كتاب أو حضور دورة، لأن التغيير الذي لا تنبع شرارته من داخلك ولا يوجد أي دافعية له، لا يُعول عليه، ولن تفيد فيه أي كتب أو دورات وهذا قانون إلهي حيث قال تعالى:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).
ومع احترامي الشديد لكل المهتمين بهذا المجال؛ لكنّ مصطلح “كُن ناجحاً، كُن قوياً” وإلى آخره، أعتقد أنه لا يصلح للاستعمال مع الكبار البالغين المدركين إلى حقيقة كل شيء، وأعترف أن مثل هذه العبارات تبدو لي غير منطقية، فهذه الكلمات تصلح للاستعمال مع أطفال لم يتجاوزوا العاشرة كما قال الدكتور علي الوردي.
الخلاصة: أؤمن بأن المواقف والتجارب، هي من تُحدث فعلاً التغيير بدواخلنا لأنها ببساطة؛ تترك أثرًا لا يُمحى.
بقلم: نوال المطيري
المدققة: غدي العصيلي