الانتباه وإدراك الأفكار
الانتباه : هو عمل إدراكي نختار من خلاله للمحفزات، التي تصل في آن واحد إلى الدماغ، وتكون خارجية وداخلية.
الخارجية على شكل( أصوات أو صور)
أما الداخلية فتكون على هيئة ( أفكار / عواطف)
وللانتباه عدة أنواع منها( الانتباه المركز / الانتباه الإنتقائي / الانتباه المتناوب / والانتباه المقسم/ الانتباه المتصل)
الانتباه المركز :هو الاحتراس والاستجابة، عند أي حافز خارجي،مثل صوت الإنذار وكيفية الاستجابة.
الانتباة الانتقائي: هو إبقاء الانتباه في مهمة معينة منعًا للتشتت، مثل: المذاكرة والقراءة في المطارات ومحطات النقل.
الانتباه المتناوب: هذا النوع من الانتباه يساعد على الاسترخاء، ويدرب العقل على تنظيم الأفكار؛لإنه ينقل الانتباه من مهمة إلى مهمة أخرى. مثال على ذلك: عندما تتزايد وتتراكم الاعمال، ولا بد من أن ننهيها نقوم بتدريب انفسنا على الانتباه للتنفس، واخذ انفاس عميقة تساعد في استرخاء الجسم، وتزيد من إمكانية العمل، وتساهم في جلب الاسترخاء.
الانتباه المقسم: يعتبر هذا الانتباه من المهارات التي نمارسها يوميا. مثل: متابعة رسائل الهاتف، والتحدث مع من هم معك بالمكان. وتحتاج هذه المهارة إلى الإدراك العالي لما نقوم به، والقدرة على فصل كل جانب.
الانتباه المتصل: يتطلب هذا النوع الاستمرار في مهمة واحده، والتركيز عليها. مثل:الانتباه للتنفس، وكيف يتم الشهيق والزفير؟،والبقاء على الانتباه مدة لاتقل عن دقيقتين مع زياده الوقت في كل تجربة.
أما الإدراك فيُعتبر من وظائف الدماغ عالية المستوى، وهي تعني أن نكون قادرين على إدراك ما نفكر به.
ويشمل الإدراك:اللغة والخيال / التخطيط / الحكم / التذكر).
يمكننا أن نتعلم إدراك أفكارنا
. وذلك من خلال الانتباه للفكرة التي نفكر بها وطرح التساؤل عن هذه الفكرة.
كيف يكون ذلك؟،
عندما نجد انفسنا غارقين في أفكارنا، من المهم أن نتسائل هل هذه الفكرة حقيقية؟، أم أنني سمحت لها أن تتواجد في داخلي وصدقتها؟.
إن أغلب مانفكر به هي مجرد أفكار غير حقيقة، من مشاعر سابقة، أو متراكمة نحن من قمنا بتخزينها، وتركها في داخلنا .
إن بعض الأفكار يتسبب في توقف، أو تعطيل مسار حياتنا، وهذا بسبب إيماننا بهذه الأفكار والتحدث عنها.
قال الله تعالى:
( ومايلفظ من قولٍ إلا لديه رقيب عتيد).
عندما نصدق أفكارنا، ونتحدث بما نفكر به ،فإنه على الأغلب سيحدث.
ومن تأكد أنه سينجو، ولديه اليقين بالله مع العمل بالأسباب، فإنه سينجو.
وقد قال الله في كتابه:
( لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر).
إن الإدراك الحقيقي للأفكار؛ ينتج الحلول ، والابتكارات، والسهولة في الحياة.
أغلب الاختراعات والأفكار وجدت في أقصى الألم.
عندما نكون مدركين لما تريده أرواحنا، والعمل على إيجاده في كل الاحوال.
من المهم أن نخصص لانفسنا الأوقات التي
نرغب بها، بمزاولة هواية أو نشاط نهتم به.
نحن من نصنع حياتنا. ومن نوجد لها السلام والطمأنينة، والرضى، أو في المقابل، نوجد لها التعاسة والسخط.
لا بد أن نتعلم التعبير عن مايدور في دواخلنا، والإفصاح عن مايتسبب لنا بالألم. وذلك من خلال تخصيص وقت للحوار مع النفس، ومراجعة مانود القيام به وما نود الاستغناء عنه.
كما توجد إمكانية التعبير من خلال الكتابة،
والرسم، و الخياطة، أو مزاولة النشاطات الرياضية، فإن لها اثر قوي في إزاحة تراكم الأفكار .
أما إذا كانت هذه المشاعر حقيقية ونعيشها، فمن المهم أن نتكلم بما نشعر به لمن نثق به، ونوجد لها حلول نستطيع من خلالها الاستمرار في حياتنا.
نحن من نتسبب لأنفسنا بالألم وتراكم المشاعر.
وربما تسبب لنا الأمراض! ؛لإن تراكم المشاعر وتخزينها من خلال السكوت عنها يعتبر أذى للنفس.
قال الله تعالى ( ونفسٍ وماسواها…).
من التقنيات التي تعلمتها التأمل، ومعرفة نفسي والقرب منها.
التأمل بكل مايتواجد في الداخل، من خلال الانتباه إلى جسدي، وكيف أتحرك وامشي؟، والتأمل في ملكوت الله، وصنع إبداعه.
الكاتبة : مزنه العقيل