هلال العيد

وقتٌ من الدهر يفصلنا عن هوة الحياة الدنيا الدنية، الآخذة لطبيعة الإنسان، المستقرة، البريئة، الروحية، وقتٌ يتشارك فيه المسلمون كل من على وجه الأرض، سواء في كازخستان أم في الموزمبيق تتوحد مشاعرهم في معاني الفرح والسعادة، تبتسم الشفاه، وروح الطفولة التي نراها وكأنها لا تحذوا خطواتها على الأرض بل محلقةً في السماوات السبع أينما تمنت.
وكما تقول غادة السمان «والعيد مستمر، العيد يبقى، والأطفال فقط يتبدلون».
مظاهر الفرح تتجلى في الحالة الاجتماعية والاقتصادية والإعلامية وكلٌ في فلك السعد.
تجد الحلوى والأطعمة، لبس الجديد، عيونٌ متلألئة، سلامٌ وترحاب، تهنئة تأتي من أقصى الشمال الأوروبي إلى أقصى الجنوب الأفريقي، باغين فضلا من ربهم.
أنه العيد، هدية المسلمين، دعوة للإخاء، للمحبة، لحياةٍ متجددة مليئةٌ بالأملِ.
قال ابن الأعرابي:سمّي عيدًا لأنّه يعود كلّ سنة بفرح متجدد” نقله الأزهري في التهذيب (3/132).

أقبلت ياعيدي الحبيب لنذلّ بتكبير لله، ولنستريح استراحة زمنية متجردين.

من حسن حظي أن المقال سيصدر في أوقات تحري رؤية هلال العيد، ولعل الشمس لم تحسد القمر إلا في هذه اللحظة، إذا رأينا الهلال ارتج الكون بهلاله، متأهبون للحظات العيد الفريدة.
تتحطم القوانين حينها يتلاقون الناس بصدر رحب، يتوقف الزمن حينها، تتوقف الأنظمة الثابتة طوال السنة وتتبدل، تتوقف الأعمال والدوامات، نعم تتوقف الدوامة فالدوامة في تخصص ديناميكا السوائل، منطقة سائلة تتدفق بشكل دائري حول محور وهمي مستقيم أو منحنٍ، أي يتوقف هذا السيلان الموهوم والتداعي.

ويسعدُ البشرية بهذا الفضل الذي منّ الإله عليهم من أوجد وخلق هذا الكون الفسيح والذي نظم الدساتير جميعها ثابتة لقيام الساعة.

ومنهم من تعبر عن العيد فتقول
واليوم، ماذا اليوم غير الذكريات ونارها؟
واليوم, ماذا غير قصة بؤسكنَّ وعارها؟
لا الدار دارٌ, لا, ولا كالأمس, هذا العيد عيدُ؟
هل يعرف الأعياد أو أفراحها روحٌ طريدُ؟
عان, تقلّبه الحياة على جحيم قفارها.
وهم ممن يشاركونا هذه الأيام، لكنهم على الصعيد الآخر، فلسطينةٌ، فلنكثف دعواتنا لهم.
وأخيرًا وليس اخرا
أختكم تهنئكم بعيدٍ سعيد، وكل عام وأنتم بخير، وكل عام والمسلمون أخوة.

الكاتبة رحاب الدوسري

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن