كل تلك الأمور التي تعيد نفسها عليّ كل يوم بلا توقف، لا تمل أو تنثني، وكأنها أقسمت على البقاء معي رغم ايماءاتي المتكررة بالتأفف والتململ، يبدأ يوم جديد، تبتسم وتعود للظهور، تعيد نفسها باهتمام مبالغ فيه وابتسامة مصطنعة، ابتداءً بالمحاولات المتكررة للنهوض من الفراش والرغبة في البقاء، أتكئ على تلك المحاولات كل يوم حتى أستطيع جمع نفسي والاستمرار، وانتهاءً بالوساوس والشكوك والخيالات التي تصاحبني قبل محاولة النوم، والانهمارات التي تنسكب وقت تماسكي، والتماسك الذي أدعيه وقت انهماري، البكاء الصامت والضحكات الساذجة، كلها أمور تعيد نفسها كما هي بلا توقف أو تغيير، أصنع لنفسي شيئاً جديداً، شيءٌ يثير الحماس ويضيء الشغف في داخلي، يستمر ذلك الاحساس والانبهار للحظات، تعسف بي الأيام بحدة، وتلوي رغبتي وتعيدني للداخل وأنا أحاول جاهدة الخروج من قوقعتي، أقف أمام نفسي أنظر في المرآة، ألمح وميضاً براقاً في البعيد يظهر ويختفي، أحلاماً متراكمة وأمنيات مجتمعة أود لو أحتضنها، أمد يدي فإذا هي سراباً أعجز عن لمسها بعد إن كانت ملكي ومن صنعي واختراعي، لا يسعني امتلاكها الآن، لطالماً تحدثت عنها أمام نفسي وأمام الأخرين متباهية بها فاحتضنتها عقولهم، وآوتها أرواحهم، فأصبحت أحلامي ملكهم، وَجَدَتْ تلك الأحلام الدفء والاهتمام بعيداً عني، كبرتُ بينما أنا اشتم أيامي المتكررة ولحظاتي المتشابهة حتى استعصى علي استعادتها.
وأعود لأحدث نفسي يائسة: الأيام جميعها متشابهة، ولكن نحن من نضيف لها الاختلاف ونحن من نصنع الفرق ونحن من نبني الاحلام ونبتكر السرور ونحافظ على التوهج.
للكاتبة: عالية أحمد الشهري
تدقيق ومراجعة: حليمة الشمري.
4 أفكار عن “الأحلام الضائعة.”
Pingback: PG ยืน1
Pingback: passive income ideas
Pingback: stapelstein
Pingback: führerschein kaufen