حالة من القلق تعُم العالم، مصير مجهول، حياةً متوقفة وفقدت مظاهرها، ثم أتى رمضان وبعث الطمأنينة في تلك النفوس القلقة، أعاد ولو شيئًا قليلًا مما أفقدتنا إياه هذه الجائحة، بروحانيته وسكينته شعرنا لأول مرة منذ أشهر بالهدوء يتسرب لأعماقنا، والآن وقد مضى أكثر من نصف الشهر الفضيل الذي سيبقى محفورًا في ذاكرتنا إلى الأبد؛ لان رمضان هذا العام مختلف بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقدنا الكثير من طقوسه التي أهمها صلاة التراويح، فقد أصبحنا نصلي في البيوت بعد ما كانت المساجد تضج بأصوات المصلين، كذلك الزيارات التي اعتدنا على القيام بها، لم تعد موجودة!، والكثير الكثير من الأمور التي تغيرت، فشتان ما بين رمضان هذا العام وأعوامًا مضت، ولا شك أن هذه الجائحة جعلتنا ننظر إلى الحياة من زاوية مختلفة، عنوانها: ” توقع اللا متوقع ”؛ لأن كل ما يحدث الآن لم يكن سيخطر على عقل بشر، بل لو أن أحدهم أخبرنا بهذا قبل مدة لوصفناه بالمجنون، لقد استشعرنا قيمة النعم التي كنّا بها، فيومنا العاديّ قبل أشهر أصبح اليوم حلم نتمنى لو يتحقق!
في الختام، خالص الدعوات بأن يكشف الله هذه الغمة ويُعيد إلينا رمضاننا وحياتنا، إنه ولي هذا والقادر عليه.
بقلم الكاتبة: نوال المطيري
تدقيق مراجعة: حليمة الشمري.