
فلسفة الفَناء.
ما هي فلسفة الفَناء ، وما هو الموت؟!
ولماذا يصعق البشر عند سماعه،رغم أنه نهايتهم الحتمية.
أنه التساؤل الذي يعصف بي منذ مدة،وكنت أود كثيراً أن أشاركه أحدهم،لعلنا سوياً نجد أجابه.
ففي أحد الأيام، وفي تلك البقعة الجغرافية التي نشأت فيها، ألتقيت بصديقتي، وربما صداقتنا غريبة بعض الشيء، بسبب فارق السن الكبير بيننا فهي بمثابة جدتي التي ماتت قبل أن آتي للحياة.
ولا أخفيكم أن المحيطين يندهشون من صداقتنا هذه، ولا يعلمون أنه هنا يكمن سر تلك الصداقة، لأن هذه الصديقة تشربت من تجارب الحياة، ولها نظرة مختلفة، وفلسفة عميقة،لانها عاشت أعوام كثيرة، فهي على مشارف الثمانين من عمرها، وبالطبع لها نظرة مختلفة؛ لذلك أحب أن أشاركها تساؤلاتي،وهي خير من يجد لي الاجابات
عموماً في ذلك المساء ألتقيت بها، رحبت بي كعادتها،لكنها رأت علامات الاستفهام التي بدأت واضحة على مُحياي.
أطالت النظر ثم قالت: اي تساؤل يحاصرك ويوقظ مضجعك هذه المرة؟
نظرت إليها قائلة : قبل أيام توفي قريب لي وقبلها كان أبي،وفي كل مرة يصعق المرء حينما يتلقى خبراً كهذا؟ أليس الموت النهاية لكل البشر، فلماذا يتفاجئ المرء بحقيقه لا مناص منها؟
ردت علي بعد تفكيراً طويل قائلة: إنها فلسفة الفناء والبقاء،
رديت بتعجب : ماذا تقصدين ؟
قالت : أن تحدثنا عن الموت من وجه نظر بشرية وليست دينية،لأننا كمسلمين نؤمن بها وهي بمثابة مرحلة انتقالية وأول منازل الآخرة.
لكن وجه نظر البشر مختلفة بالطبع، فلا أحد يتصالح مع الموت كفكرة،فالمرء لا يتقبل فكرة الفناء أو الفراق لما تحمله من قسوة وخوف.
اندهشت مما سمعته وألتزمت الصمت لبرهه ثم قلت : ربما خوفه من الفناء،لأنه لا يعلم ما بعده، والمرء عدو ما يجهل!
ردت قائلة : صحيح ربما خلف هذا السبب تختبئ.
مخاوفه ، الأهم من كل ذلك يا عزيزتي هو الأثر الذي يبقى بعد مواجهته تلك الحقيقة ، أقصد حقيقة الموت
يقول أحد الفلاسفة” لا تخاف من طريقة موتك بل طريقة حياتك”، وهنا تتضح الغاية كلها في الحياة لان ترك إرث، وسمعة حسنة، بالطبع هي أسمى الغايات.
شعرت أن الحديث انتهى هنا، ولاشيء قد يذكر بعد ذلك،شكرتها جزيل الشكر وذهبت في طريقي أحمل كلماتها على عاتقي.
بقلم: نوال المطيري
1 فكرة عن “فلسفة الفناء”
جميل جداً