هدفنا: أن تتزن مشاعرنا
لحظات من الماضي تلوح أمام أعيننا، فنشتاق إليها، ونأمل أن تعود.
عادات لطالما مارسناها وتمسكنا بها، حتى وإن كانت خاطئة، فقط لأنها تذكرنا بما مضى؛ بل إن بعضنا يشتاق للأمس أكثر من حماسه للغد.
نعود أحياناً لمشاهدة فيلم قديم كان يضحكنا، لكنه اليوم لم يعد كذلك؛ إنما نبتسم له بدمعة متلألئة يغلفها الحنين، ونهمس في دواخلنا: كان فلان يشاركني مشاهدة هذا الفيلم وقد رحل.
أو نشعر بالألم لرؤية الممثل ذاته، الذي لم يعد بيننا.
نحن نرى الماضي جميلاً في تفاصيله وأُناسه، فلا شيء ننتظره في المستقبل، ولا نتفاءل بما قد تأتي به الأيام.
نقنع أنفسنا أن كل جديد سيكون خطيراً وصعباً، فنغرق في مقارنات بين الأزمنة تكاد تقتل كل ما بداخلنا.
هذا، بلا شك، تعلقٌ مرضي يعيق استمرار الحياة على طبيعتها، ويجعل الإنجاز والنجاح أمراً عسيراً؛ حزن مستمر على أيامٍ خلت ولن تعود، وأفكار مشوشة تعيق اتخاذ القرارات السليمة، وفقدان للشغف تجاه ما هو آتٍ.
لذا، يجب معالجة هذا التعلق، سواء كان الماضي مليئاً بالسعادة أم بالألم.
بخطوات بسيطة وعلاج يسير، يمكننا استعادة بهجة العيش وحماسة المستقبل، دون خوف أو ندم أو إحباط.
لندرك أولاً أن ما مضى لن يعود، ونعِ أن الحياة قصيرة ومستمرّة.
لن نتخلى عن الماضي تماماً، بل نستلهم منه ما كان يسعدنا ويضيء أرواحنا، فنعود إلى الأنشطة والهوايات التي كانت تمنحنا الشعور بالحياة والإنجاز.
دائماً هناك وقت لفعل ما نحب؛ فمن حقنا أن نقتطع لأنفسنا سويعات قليلة، لكن ليس للغرق في الذكريات أو البكاء، بل لنُشبع أرواحنا بالشغف من جديد.
لدينا خيارات متعددة يمكن أن تشغلنا عن التفكير الدائم في الماضي:
التسجيل في حلقات التحفيظ، ممارسة الرياضة، وضع خطة مستقبلية للعمل أو الدراسة، بل حتى الاهتمام بالصغار وتربيتهم بطريقة سليمة.
وفي أسوأ الحالات، قد نحتاج إلى الاستعانة بمختص نفسي يساعدنا في فهم أنفسنا ومعالجة تعلقنا المرضي بالماضي.
هدفنا: أن تتزن مشاعرنا، وأن نعيد بناء أنفسنا من أجل صحتنا ومستقبلنا.
دون إفراط ولا تفريط.
تغريد الشمري