حبكة درامية !
تسقط في إحدى الممرات فتَتّهِمُ أحدهم بأنه دفعها واستقصد إيذائها، ويتراءى لها في مخيلتها ما لم يُرى..
تنام الليل وحبكات درامية ترسِمُها بداخلها في لوحة دون إيطار يحدد مسارها وترسل عتابات لهذا وحسرات على ذاك..
تلك المواقف يجمعها حبكة درامية بسيناريو مبتذل صنع بدموع التماسيح!
كم لبثت واستهلكت من طاقتها فوق المعتاد!
مما سيؤدي إلى التقليل من عمرها الافتراضي..
لا شك أنّنا نحتاج لردات فعل وإشارات وبعض التعبيرات لشرح أنفسنا في موقف ما؛
لكن لا يجب أن تشكل النسبة الأعلى مما يتطلبه الموقف أو تصل إلى مرحلة اختلاق ما لم يحدث..
ردات أفعالنا قد تكون بال في بعض المواقف ونعلم أنها كذلك؛ لكن سرعان ما يجب علينا الانعطاف والعودة مجددًا إلى الوج التي نحن عليها من سجيتنا وشخصيتنا المعتادة.
لا سيّما لمن حولنا من علاقات وطيدة وقريبة.
لا يجب علينا أن نطيل في المد والجزر، وأن ندخل في معركةٍ الرابح فيها خاسر من الطرف الآخر لا مُحالة.
يتحتم علينا أن لا نجعل الأمور تتفاقم إلى غير حجمها الطبيعي بلا جدوى مُلِحّة تتطلبها المواقف
فالدنيا ممر عابر و رحلة في بحر زائل.
فقد أعجبتني قاعدة five by five ..
في متن القاعدة يقول:
”إذا كان الموقف لن يؤثر على حياتك خلال الخمسة سنوات القادمة، فإنه لا يستحق منك أكثر من خمس دقائق حزن”
فلنجعل نظرتنا شمولية أكثر تجاه المواقف، ونحاول تطبيق هذه القاعدة لإتزان انفعالي جيد وسلام نفسي ورضا ذاتي وداخلي عميق..
فإن استنزاف عقولنا وأفكارنا وعواطفنا، وحتى ضحكاتنا ودموعنا في مواقف دونما جدوى أرى أنه من الهدر لها..
حتى ذاتنا يجب علينا الاقتصاد في استهلاكها وعدم استهلاك طاقتها لتدوم لنا عمرًا أطول بروح عالية كما عهدناها.
فلا تؤول الأحداث إلى منعطف خطير قد تكون نهايته مظلمة.
ولا ترهق نفسك بالتفكير والله ولي التدبير ..
الكاتبة: حصة الجريسي
المدققة: غدي العصيلي