عن النسيان أتحدث
في داخلنا تكمن “رغبة” ببقى كل شيء كما عهدناه؛ منازلنا القديمة وجدرانها الدافئة، شوارعنا بممراتها الضيقة، ضحكات أصدقاءنا الصادقة، مشاعرنا الأولى ..
ولكن لا يبقى على ماهو إلا الله سبحانه.
تتبدّل الأحوال وتتقلّب الحياة، وتتلاشى أصداء الماضي، وتطوي الذكريات صفحاتها بُبطء، ويحل النسيان بين السطور فلا يبقى إلا أشلاءً من الذكريات تطفو في عتمة
النسيان.
تحاول عبثًا البحث عن مفاتيح الذاكرة المفقودة في ساحات الصمت والغياب فتجد إنك محاط بالفراغ.
تشعر وكأن هناك قوة غامضة تحكمها ساعة رملية لا ترحم، تأخذ بجزء منّا و تختفي به في أعماق اللامكان، تختفي ذكريات سعيدة وأخرى سيئة، تندثر وجوه وأسماء، وتلتئم جروح لم نكن نظن أنها تُشفى،
لاتدري هل تسعد بهذه الهبة التي طمست معالم الروح القديمة، أم تحزن لفقدان شيء منك!
الكاتبة: شوق جالبلادي
المدققة: غدي العصيلي