روح ومتكئ
يخلق الله لنا أرواحًا أصيلةً من طهرها، تواجهه ما يبارينا من منعطفات الحياة.
فنتكئ على كتفها حين نريد الثبات،
و نرتمي بين ذراعيها، كلما أردنا اللجوء و الهرب،
و نحاول التمسك بها حين نتعثر أو نميل.
فتش حولك عن أولئك الذين يهرعون إلى نهوضك قبل السقوط.
وعن الذين راهنوا على نجاحك قبل بدايته،
ابحث عن الدعم الروحي البائن في الأعين، و الصدور.
و أعلن الصدود عن المتلصصين، ومسترقِ تفاصيل حياتك بصمت.
تأكد أنه لكل منا حكايات لا تُظهر للجميع؛ نحكيها خلسةً لمن يشد على أيدينا، ويتقبل أسوأ ما فينا، و يقيم عثراتنا، و يغفر زلاتنا، و يكتم سرّنا.
غير أنه يفهم غصات حديثنا، و ما خلف الستار؟
ويعي صمتنا و يفطن مواطن سعادتنا، و يسعى لها؟
هكذا، نحن خُلقنا كالبنيان نشد بعضنا بعضاً.
فلا أحد يستطيع التظاهر بالقوة وحيدًا، دون أيادي تمسكه، وكتوفًا تسنده.
جُبلنا على التراحم، و التعاون، والمحبة فيما بيننا.
قيم تبين معادن من حولنا،ومواقف تكشف أصولهم.
فلا تخيبوا من تباهى بكم يومًا، و رفع سقف توقعاته، بكم فـ ينكسر شموخه، ويسقط هاويًا في عمق بئر لا قاع ولا نهاية له.
نحن أذرعة لمن لا يد له.
وكتف لمن لا سند له.
وحضن لمن لا ملجأ يأويه.
وروحٌ لمن عجز عن مواجهة أعاصير دنياه.
الكاتبة: حصة الجريسي