قامت احدى عضواتنا في مشروع في سلم الهدف وهي الخطاطة عندل مشاري بآداء فريضة الحج في هذا العام وسط أجواء تملؤها السكينة والحب مستشعرةً معنى آداء هذا الركن العظيم والأجر والثواب الذي يلحقه عند إتمامه على أكمل وجه.
ابتدأت رحلة السعادة والشوق لهذه البقاع الطاهرة ومايصاحبها من نسائم إيمانية يوم التروية، وتصفُ عندل مشاعرها في ذلك اليوم عند وصولها الحرم بالفرحة الغامرة والقيام بالسجود لله سبحانه وتعالى على ما منّه الله عليها، أن اصطفاها من بين مليار مسلم لأداء هذا الركن العظيم.
يوم عرفة:
وفي اليوم التالي يوم عرفة العظيم والذي هو ركن الحج الأعظم تحدثت عنه قائلةً: ذهبنا قبل صلاة العصر إلى عرفة وكنت أظن أنه يلزمني الصعود للجبل للدعاء فيه، ولكن تفاجأت بأن هناك خيمة مجهزة بانتظارنا وفور نزولنا من الباص استقبلتنا حاجةٌ سعودية متطوعة أتت قاصدتني بكرتون آيسكريم سألتها هل هو للبيع؟ قالت لا هذا سبيل حينها فرحت جداً، فقد أتى في الوقت المناسب فالأجواء كانت شديدة الحرارة حينها، ولم يسعنا في هذه اللحظات إلا الدعاء لها بّردَ الله عليها من براد الجنة، وكان هذا اليوم عامرٌ بالذكر والدعاء وقراءة القرآن، وعن صور الرحمة والإنسانية سرني مارأيته من مناظر إنسانية وتكاتف مابين المسلمين، فهناك من يقوم بتوزيع الماء البارد وهناك من يوزع المظلات، وأخر يوزع العصائر والآيسكريم، وهناك من بيده بخاخ ماء ويرش على الحجاج؛ ليبرد عليهم مع حرارة الطقس، فالكل في عرفة يبحث عن الأجر ماشاء الله بأي عملٍ كان!، كذلك في عرفة رأيت الداعية عبدالله بانعمة حفظه الله وحوله جمعٌ غفير من الحجاج.
ليلة النحر:
وعن الذهاب والمبيت في مزدلفة مساء يوم النحر تحدثت عندل وقالت: ذهبنا إلى مزدلفة قبل غياب شمس يوم عرفة وجلسنا بها حتى الساعة الثانية مساءً وكنت حينها في ذروة التعب حيث أصابتني الانفلونزا في يومها، ثم انتقلنا بعدها إلى الحرم وطفنا طواف الإفاضة وبي من الإرهاق والتعب مالله به عليم، ولكنني أتذكر الأجر حينها وأصبر واحتسب الأجر الكبير من الله، وعند الإنتهاء من الطواف صليت سنة الطواف وجلسنا بالحرم لنرتاح.
يوم النحر:
وفي صباح يوم العيد ذهبنا في الساعة السابعة صباحاً إلى السكن وسط أجواء العيد الجميلة وكنت قبلها قد أعددت بعض الأوراق التي قمت بكتابتها بخط جميل لتصويرها فصورت منها ما استطعت وسأرفق لكم بعض الصور منها، وبعدها تولوا الرجال أمر الهدي، وكنت حينها أُقلب رسائل الواتس وتهاني العيد في أجواءٍ رائعة أجمل من أجواء العيد بل وكأنها في حلم فالحمدلله الذي يسر لنا حجتنا، وقمنا بعدها بالذهاب لرمي جمرة العقبة وأتذكر أنني كنت قد جمعت حصياتي في علبة ماء ولكن حينما وصلت لم أتمكن من إخراجها من العلبة؛ لأنها كانت كبيرة الحجم فاضطررت للأخذ من مشرفة الحملة ووجدتهم يوفرون حصيات للأحتياط، وعدنا بعدها للسكن ونحن في أوجِ بهجتنا وسعادتنا فالمشاعر في ذلك اليوم يصعب وصفها مهما تحدثنا.
أيام التشريق:
وفي ثاني أيام التشريق بعد المغرب ذهبنا لرمي الجمرات الثلاث كانت الأجواء حينها باردة وجميلة جداً في الليل، وفي مساء اليوم التالي ذهبنا لرمي الجمرات ظهراً، حيث كان الجو جداً حار ومسافه المشي طويلة جداً، وعند الإنتهاء من رمي الجمرات جربنا ولأول مرة العودة بالقطار وكانت تجربة جميلة للغاية.
صباح الجمعة:
وفي صباح يوم الجمعة وقبيل آذان الفجر بساعة، ذهبنا للحرم لأداء طواف الوداع وكان الحرم حينها ممتلئًا جداً؛ فاضطررنا للطواف في الساحه العلوية وكانت متعبةٌ جداً ولم ننتهِ إلا بعد الشروق وودعنا مكة ومن فيها واستودعنا الله دعواتنا وأحبابنا.
وعلى صعيدٍ أخر، وعن جهود رجال الأمن ومابذلته المملكة العربية السعودية لخدمة الحجاج في هذا العام قالت عندل مشاري: رجال الأمن والمتطوعين على وجه الخصوص تعبوا معنا كثيراً ولم يبخلوا على الحجاج بأي شيء ولا أعلم كيف أكتب عن مارأيته منهم وسأضل عاجزة عن شكرهم على ماقدموه من أعمالٍ جليلة رأيتها أمام عيني ومن رأى ليس كمن سمع، أما جهود المملكة في خدمة الحجيج هذه السنة فيحق لي أن أضع تاج على رأسي فخراً بما تقدمه المملكة من جهود مبذولة لراحة الحجيج والتيسير عليهم لأداء نسكهم، ومتابعتها المستمرة في كل كبيرةٍ وصغيرة من قبل رجال الأمن فشكراً لهم، وأقول أنتم مصدرُ فخرٍ وذخرٍ لنا، وإذا أردت أن ترى بعينك معنى الرحمة والإنسانية فـأنظر لها في رجال الأمن في موسم الحج.
واختتمت الأستاذة عندل حديثها حول تجربة الحج بالحمدلله والثناء على ما أنعم الله بهِ عليها بتمام الطاعة وتأدية أعظم شعائر الله ألا وهو الحج، فاللهم اجعله حجٌ مبرور وسعيٌ مشكور وذنبٌ مغفور.
تحرير وتدقيق: سهام الروقي
مراجعة: حليمة الشمري
أحدث المقالات
آفة التعالم
آفة التعالم إنّ أكثر ما يُعقّد هذا العصر ويزيد الفجوة المعرفية بين المتخصصون والعلماء وبين
هل تعويد النفس سجن أم حرية ؟
هل تعويد النفس سجنٌ أم حرية ؟ “عوّدت نفسك أن تُضام فخلّهاكل امرئٍ رهنٌ بما
لا عز إلا بالإسلام
لا عزَّ إلا بالإسلام قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “نحن أمة