•(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا )• طه١٢٤
ما أصدق هذه الآية وما أبشع شعوري عندما أراها وكأنها تصفني وتصف حالي وأسلوب معيشتي، فعليًا اقتلبت موازين يومي واختلفت طقوس سعادتي، أضعت وجهتي واحترتُ كثيراً، أعرضت فاستمتعت فتشتتُ فضعتُ فحزنت فتضايقت فسقطت فبكيت فمتّ’
هل نهضت؟ هل استعنتُ بمن خلقني؟ هل لجأتُ لمن يُسعد الحزين ومن يُضحك الباكي ومن يُبهج المهموم ومن يدلّ الضائع ومن يلمّ شتات المُشتت؟ الجواب سيبقى مُبهمًا حتّى انتصر في الحرب الأبدية والمعركة الخالدة ضد أعظم أعدائي وأيّ أعداء هُم؟ الشيطان، وهوى النفس، والمغريات، والشهوات، والإنقياد خلف موبقات الوقت!
ما أقواهم من أعداء وما أضعفني مُواجهًا لهم بمفردي، هزيلٌ قليلُ حيلةٍ لا حول لي ولا قوّة، من هو جيشي؟ من هم مقاتليني؟ من سيدافع عني؟ من سينهض بي كي انتصر عليهم؟
لا أحد سيقف بصفي، مهلاً! لقد أضعتُ إيماني بربّي الذي لطالما تشبثتُ به وتفرّعت شجرة الإيمان بأعماقي وبداخل وجداني، نعم أنا ضعيف لكنّي بنصرة وعون ربّي سانتصر انتصارًا يُذلّ أعدائي ويهوي بخصومي في مزبلة التاريخ والماضي السيئ، كيف لا وربي قال ليُطمئنني: (وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين).
ربي معي بحفظه يحميني ويُؤيني، وبجوده يُطعمني ويسقيني، وبفضله وكرمه يرزقني ويُعطيني، وبقوّته جلّ جلاله يقوّيني ويعينني، إني مؤمنٌ بإلهي فمن ذا الذي يستطيع مُجاراتي؟ من ذا الذي يستطيع إهانتي وإسقاطي؟ من يتجرأ على أن يزعزع السلام الذي عمّ بداخلي بفضل ربي؟ لا أحد يستطيع أن يفعل أي شيء ما دام لي ربّ عظيم ألجئ إليه في كل أمري.
صحيح أني مُقصّر كثيراً بحقّه ومُعرضٌ بغفلة عن ذكره، لكنّ شُعلة الإيمان بداخلي مازلت موقدة ولن تنطفئ أبداً بإذنه، سأعود في كلّ مرة أذنبت وأخطأت وعصيت وأعرضت حتمًا سأعود، كيف لا وربّي يُطمئنني ثانيةً قائلاً بعظمته جلّ جلاله: (يَا عِبَادِي, إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ, وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا, فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ)، وفي قولٍ آخر ليوقّر السكينة والإيمان بأعماقي قال جلّ جلاله: (يَا ابْنَ آدَمَ, لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ, ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي, غَفَرْتُ لَكَ وَلَا أُبَالِي)، فسُبحانك ربّي ما ارحمك وما أعظمك.

‏-بقلم الكاتب عبدالله بن عبدالخالق الغامدي.

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

5 أفكار عن “بِك مؤمنٌ.. فإغفرلي”

  1. Pingback: 웹툰 마스크걸 다시보기

  2. Pingback: my site

  3. Pingback: white cherry runtz strain

  4. Pingback: จำนำกระเป๋าแบรนด์เนม

  5. Pingback: พูลวิลล่าพัทยา

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

شهر التجديد

شهر التجديد في أيام تملؤها الروحانية والسكينة تتجدد أرواحنا، وتنتقي عقولنا، وتتغذى أجسادنا.في شهر الرحمة

اقرأ المزيد

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن