حينما تهبني الحياة معك موعداً نتقاسم فيه كوب قهوة، يختفي بردُ كلانا بمعطفه الثخين الذي يُدثر كتفيه، نواري عورة جراحنا بحديثٍ شجي نُزمّلُ به أحاسيسنا، ضحكاتنا هذه التي تطرق أذاننا هي التي تدق نواميس السعادة في أفئدتنا، ودقائقنا تلك التي نقضيها برفقة بعضنا، بمثابة الأفق الرَّحب الذي يمتد فيه بصري يحمد الله على وجودك ويبتهل فيه فؤادي راجياً من الله ألا تخلو منك أيامي.
إلى صديقي:
لا أرى أن هناك متكأً أُلقي بثقلي عليه كنسمةٍ هواءٍ باردة تهبُّ بيننا وعلى إثر مرورها أُطلق تنهيدة من عمق الفؤاد تعبر عن راحتي بوجودك، وعن سقوط همي بحديثك، وعن دفءِ كفي التي تعضدها كفك.
إلى صديقي:
أتمنى أن تهبني الحياة معك سماءً ملبدة بالغيوم، وحمرةً في الأفق تأذنُ للشمسِ بالمغيب، ولنا بالولوج إلى ذلك الكوخ الخشبي الكائن في أخر الحقل، فدمعنا هناك مسكوب، وجرحنا هناك مَخِيْط، وأرواحنا هناك دافئة، وقلوبنا كحمامِ دوح لا يكُفّ عن الطيران نشوةٍ بقربنا، أعلم أن هذه الهبة التي أتمنى أن أحظى بها هي ما أتدثر به عن قارعةِ الشامتين، وأخوض بها غِمار الحياة بنفسٍ قوية وروحٍ فولاذية.
في ذاتِ المكان، أتمنى أن ألتقيك دائماً كُلّما أذنت لي الحياة بتجديد أعماقي وزوالِ غشاوةِ أيامي.
للكاتبة: شوق خليل.
تدقيق ومراجعة: حليمة الشمري.