ماذا لو كنا نتذكر كل شيء بدقته وتفاصيله، بحلوه ومرّه، وفرحه وألمه، سيكون الأمر مرهقًا أم رائعًا؟
لنبحر في علوم المعرفة، ونتحدث عن “متلازمة (فرط الاستذكار) أو (الذاكرة الذاتية بالغة القوة) أو (هايبرثيميسيا) (Hyperthymesia) وتعرف اختصارًا بـ(HASM)، هي تعريفات مختلفة لحالة واحدة وهي فقدان الشخص قدرته على نسيان تفاصيل حياته وتجاربه الشخصية مهما مرت السنوات.”
إنه مرض يتذكر صحابه فيه كل شيء، بدقته مهما مضى عليه الزمن! نعم، أنه مفيد ومنقذ في بعض الحالات لا أنكر، ولكن لنتخيل حادثة مفجعة رأيتيها أو حادثة مؤلمة مررت بها أو ربما كلمة جارحة تلقيتها. كيف سوف تعيش يومك؟ إن كان كل ماحدث بدقه وجله يُعاد عيشة مرة ثانية! كيف ستمضي حياتك؟
تعيش الأوجاع كحالة متجددة لافِكاك منها وإن خفت أثرها!
تُنهك وتُثقل نفسيتك وتتمنى الهرب من الواقع!
الله عز وجل وهبنا نعمة النسيان، سابقًا أقول كم أبغض النسيان وشعوره.
أما بعدُ وفي التفكير مليًا بهذه النعمة، وجدتها كنزٌ من الفوائد لعقولنا وأجسادنا وللنفس الإنسانية، وحياتنا ككل!
نعم النسيان منغص أوقات؛ لكنه نعيمٌ جل الوقت!
ننسى الالام القديمة، وإن عادت فتعود أخف ألماً!
والذكريات الحسنى سبحان الله تُحتفظ بالذاكرة ولو بالشيء القليل، من لذتها آنذاك.
يا الله!
نعمة وقد نرى الأغلبية غفلوا عنها، وربما كرهوها، ولكن لمَ لا نأخذ الجانب المشرق؟
ونترك الشوائب من الأمر ونستمتع بتلك النعمة!
المصدر: شبكة الجزيرة الإعلامية 2024
تدقيق رحاب الدوسري