أتساءل بيني وبين نفسي. كيف لجدران أو منزل أو مدينة أو حتى دولة كاملة، تكون الأحب إلى قلبنا؟!
هل يربطنا بيننا وبينها أي صلة؟ ربما نكون في أقصى شمال الأرض ،والدولة في أقصى الجنوب!.
هل للمسافات اهتمام عندما تربط القلوب ببعضها!؟
هناك تساؤل آخر يجول في خاطري.
كم مقدار السعادة المرتبطة بفخامة المكان أو الأدوات؟!
أحيانًا وأحياناً كثيرة أسمع بالأشخاص وليس بالمكان، بمعنى أن المكان فقط أداة؛ لنستمتع مع من نحب بكل بساطة ليس إلا!. أتعجب من الذين يتكلفون جدا على سهرة الأصدقاء.
لماذا؟ هل هم لجنة لتقييم المنزل أو الضيافة أو أو؟
وليس القصد بعبثية البيت وعدم ترتيبة وتنسيقه، فجمالية الضيافة أمرٌ رائع، ولكن عندما نبالغ بالأشياء ونطغى بها، نخسر أهم شيء فيها إلا وهو “البهجة”،
ما المستفاد من التكلفة(كشخة) أمام الأصدقاء والمعارف، وتظل كل الشهر مديونة!، تحمل الهم!،
وإن أرادوا الزيارة مرة اخرى، مرة بعد مرة تبغض الزيارة!.
لذلك فالنخفف على أنفسنا من تلك الأعباء التي تحمل النفس مالا تطيقه.
وليكن اجتماعنا للسعادة طويلة الأجل، بروح الأشخاص الأماكن، لا قصيرة الأجل مجرد أن تنتهي الزيارة تفكر وتهلك نفسك!
كل شيء يضاف له من معاني الانبساط والبساطة والتواضع يزيد من البهجة والرغبة والإنشراح.
لنعود لسؤالنا الأول لماذا نحب جدًا مكان ربما لم نزره أو لم نسمع من قبل عنه!
فقط لمجرد شخص نحبه يعيش فيه!، وربما تصل تلك المحبة إلى حب كل الناس من نفس المكان من أجل شخص،
لا أعلم مسمى الحالة في سيكولوجيا النفس. ولكن أود أن أطلق عليها هيام، فهو من الهيام (أعلى مراحل الحب)، وعدم القدرة على الوصول للشخص، ينمّ عن محبة كل مايخصه بنفس الوقت!.
والبلد الذي يعيش بها، بينما جميع الشعب لا يعرفهم، وبالرغم من ذلك، نحبهم ونحب كل شيء فيهم، وبالإضافة أن نبحث ونهتم عن البلد ربما أكثر من أوطاننا، فعلًا إنه الإفراط !
فما رأيكم هل أمرًا جميلًا في محبة الشخص بهذا الشكل؟، أم مبالغ به!، وهل نحد منه أم نمنعه!. وكيف؟