
معظمنا تقريبًا يشعر بالفراغ الروحي في مرحلةٍ ما في حياته؛ ولكن الكثيرين لا يمكنُهم تحديد أسباب ما يمر به في هذه الفترة ولذلك يلُوم الحبيب المفقُود، وعدم وجود غرضٍ ما، وما لا يكفي من الأصدقاء، وربما تكون هناك أسباب أخرى، ولكن هذه أعذارٌ فقط حول السبب الحقيقي للفراغ الروحي والذي ينتج عن ثلاثة أسباب رئيسية:
الأول: علاقتك بربك، فمهما حققت من أهداف واستطعت الوصول لطموحاتك لن تهدأ روحك من الداخل حتى تتصل بالله وتستشعر عظمة وجوده وقربه، يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
الثاني: فهم الذات ومعرفة المعتقدات والقناعات التي تسير عليها، فلا أحد منا يمكنه العيش بسلام دون فهم نفسه ومشاعره و معرفة التعامل معها في كل حالة. وتستطيع الاستعانة بمختص يساعدك على ذلك إن لم تكن قادرًا على فهم الخطوات المساعدة لك.
أما السبب الثالث: وجود الشغف في الحياة، واكتشاف ما أعطاك الله من إبداعات ومواهب، والعمل على استثمارها في سوق العمل وتطويرها والسعي للتميّز فيها.
وفي النهاية ..
تأكد أن دوام الحال من المحال، اسعْ لحل مشكلتك وطلب المساعدة من المختصين، أو الاصدقاء أصحاب المشورة الطيبة للخروج من هذه المرحلة بأقل خساير ممكنة، وتذكر أن الوعي الروحي وارتقاء الروح لا يأتي إلا بعد تحديات داخلية وخارجية لا بد أن تمر بها والمعنى من ذلك شفافية عالية تعلو بصاحبها، وتجعل له بصيرة تضيء دربه، ويعلي إحساسه بما يجري حوله، والقدرة على فهم ما تخفيه الكلمات، وما يكون خلف الأبواب؛ ويعني أن ينشغل بمعالي الأمور عن صغائرها وفضول البشر التي تربك وتزعج وتقلق هدوء النفس وسكينة الروح، ويكون لها حضورًا صادقًا مميز في الحياة .
الكاتبة: منيرة الناصر
المدققة: غدي العصيلي