مَنْ يُعْجِزُك!…

إن كان هُناك مايقهر المرء فهو أن يكون عاجِز..
عاجِز عن شعور، عن كلمة، عن مبادرة، أو حتى عن الحركة!
لا أحد منّا يختار حياته والتغيرات التي تحدث فيها، يحاول ويفعل الأسباب ولكن جميعها مكتوبة من قبل أن يولَد؛ لذلك حين تمُرنا فترة عجز ونصبح عاجزين بالمعنى الكامل فإن هناك ضعيفي نفوس يتغذّون من ضعفك، ويشعرون بقوتهم في هذه الفترة.
شعور العجز لفعل شيء يقتل من هم حولك قبل أن يقتلك، فيزيد ضياعك وذبول روحك، لايفهمون بأن العجز ليس عيب رُبما فترة وتعود قوتك أو هي نقطة تحوّل في حياتك والأكيد بأن الخيرة فيها، شعور الألم في العاجزين حينما يتطفّل عليهم من هم أقدَر منهم و مازالوا في زهرة قوتهم فيحاولون كسرهم أكثر ويزيدون من ضعفهم وعجزهم، وهؤلاء لاتعلم هم معك أم ضدك ولاتستطيع التصرف لأنهم جزء من حياتك، أريد أن أخبرك بأنهم لايستحقون هذه المشاعر والتقدير، فهم لايتفهّمونك فقط يبصرون مايريدون أن يبصروه، ويستوعبون مايريدون، هؤلاء أخرجهم من حياتك دون أيّ تقدير دون تردّد، الندم لاحقًا ليس سوى شعور مُرّ لن تتحمل مرارته ستضطر للمجاملة وللكذب بشعورك ولإرهاق نفسك!
“ولنفسك عليك حق” أيا ليتنا نستطيع أن نكشف الأسرار، ويتّضح لكلٍ منّا أي شخص حوله من هؤلاء المُلوثين للحياة، وأن يتصرّف قبل أن تزداد حياته سوء.. فالصبر في هذه الأمور ليس سوى تعب وإنهاك للنفسية لا غير.

 أنت بِمَا يُحيطك.. بمعنى أن روحك تتشكّل بمَن يحيطك، أن تكون حر وروحك جميلة بالرُغم من كل شيء مرَرَت به فهذا تأثير مَن هم حولك، بفرحك بإنجازك يهطلون عليك الفرح رُغم غيمة الحزن التي تمُر بها في أحد فتراتك،

حياتك بمَا يُحيطك سواءً كنت في زنزانة ومتعايش مع مَن هم حولك، متفاهمين، وتضحكون، وتبكون، وتحزنون، وتنقهرون معًا وبعدها تصنعون كوب قهوة أو شاي وتتناسون كل شيء بقولكم “لعلّ الله يُجمّل القادم”، هنا يكون تعريف الحياة أما أن تحيا في مكان لايحيطك فيه مَن يحبك بصدق، ومَن يبهج روحك، ومَن يواسيك، وأقصد بِمَن يُحيطك أيّ -مَنن هم معك بنفس المكان- مثلًا: كان هناك عصفوران مع عمتي يعيشون في قفصٍ واحد ويغرّدون خارج القفص وداخله سعيدَيْن مُبتهجَيْن ولكن ذات يوم مات أحدهم فذبل الآخر وقلّ نشاطه وبعد فترة مات، لماذا؟ لأن أنيس وحدتُه ذهب، الذي كان يشكّل له الحياة ويعاونه عليها لم يَعُد معه بنفس القفص، استوحش القفص لذلك رحل هو الآخر.

  هنا نعلم جميعًا بأن ليس من المهم أن نغرد دائمًا ونمرح ولكن أن نعيش ونحيا ونسعد بأتفه التفاصيل مع أشخاصنا المفضلين، يتجدّد الأمل هُنا ونحيا وننسى ونتخطى كل صعب حينما نتكاتف لنعيش ونغرد ونترنم وهذا مانقصده بـ "محيطك وقودك".

الكاتبة: ريناد آل منسي.
تدقيق:غدي العصيلي
المقدمة التشويقية:
حينما كان العصفوران سُعداء ببساطتهم معًا.