قد نمرّ في حياتنا بمواقف تستفزّنا وتكاد تخرج أسوأ ما فينا؛ حيث نجد من يسبّ ويشتم، ويدّعي علينا زوراً ويظلم. وفي لحظات كهذه، قد نضطرّ إلى كبت ما يجيش في صدورنا من كلماتٍ لو خرجت لهزّت كيان الآخر. لكننا نواجه خياراً: هل ننزل إلى مستوى فكره وكلامه، أم نرتفع بأنفسنا ونتعالى عنه؟ هل نختار اكتساب السيئات بإساءة الردّ، ونهدر تربية والدينا لنا، أم نحرص على كسب الحسنات التي تثقل ميزان أعمالنا، ونحفظ تربيت والدينا ونكرمهم بها؟
أدركتُ جيداً أن الصمت هو الردّ الأمثل مع هذه النوعية من الأشخاص؛ فبالتجاهل نرتفع بفكرنا ونسدّ باب الجدال، أما النقاش معهم فقد يُدني مستوانا، ويجعلنا أقلّ منهم.
تأمّل قول الله تعالى: “ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم” وقوله تعالى: “وما يُلقاها إلا الذين صبروا، وما يُلقاها إلا ذو حظ عظيم”، وتذكّر قول النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من جرعة أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله.”
اختر دائماً ما يليق بدينك وأخلاقك، وحدد المستوى الذي يليق بك أن تكون فيه.