رحمة الله ولطفه تتخلل الأقدار دائماً، قد يدرك الإنسان هذا أولاً، وقد يدركه أخيراً، إذا قدّر الله أمراً جعل لطفه ورحمته تسير مع هذا القدر، يدركه من يدركه، ويجهله من لا يتفكّر به.
ربما حرمنا الله عن بيوته من ذنبٍ ارتكبناه أو ربما حرمنا منها؛ لابتلاء يبتلينا به؛ ليمحص الله الذين آمنوا.
لك أن تتخيل صنف من أصناف السبعة المضللين في ضل الله هم المعلقة قلوبهم بالمساجد، أيٌ كربٍ حلَّ عليهم!! وأي ضيق كانوا فيه، فلو كانوا في أوسع الأماكن فهي ضيّقة عن بيت الله، وقلوبهم تتسع بصلتهم ببيت الله، وتضيق الأرض كلها بما رحُبت لبعدها عن بيوت الله.
لك أن تتخيل كبير السن لا يملك منبهاً بجانب رأسه للصلاة إنما يحمل هذا المنبه في قلبه، كل يوم في نفس الساعة.. بل الدقيقة.. ربما الثانية، يفزّ لوقت الصلاة يجّر خطاه بعكازته لهذا المسجد فإذا الباب مغلق! يطرق الباب يظن أن المشكلة في الباب، فيذهب مع الباب الآخر فإذا هو مغلق، يقف أمام الباب بصمت وذهول!! لماذا الباب يأبى أن يفتح؟! حتى يمر به رجلٌ ويخبره أن المسجد مغلق بل المساجد كلها مغلقة! تقع كالمصيبة على قلبه حتى أنه يردد دعاء المصيبة! بعبرات تذرف، وقلب مكسور.
فإذا بهذا الابتلاء يستمر بالشهور، وهو لا يزال يتردد دون شعور للمسجد كل يوم، وفي نصف الطريق يتذكر ثم يعود لبيته يجر خطواته بصعوبة لثقل ما في قلبه.
ربما يكون خير هذا الأمر موجود لكن لا يدركه عقل البشر، فإذا الله يأذن بأمره أن تعود لكن بحذر! فيأتي ابنه يبشره أن أبواب المساجد فُتِحت! حتى يخر إلى السجود يذرف العبرات لا يستطيع أن يتفوه بكلمة، كل ما في الأمر لا يستطيع تمالك نفسه، فإذا هم يعودون متباعدين حتى يأذن الله بعد ذلك أمراً.
بقلم: هند الدوسري
تدقيق ومراجعة: ندى الصريدي