
العنوان (هل خطأي صواب؟)
أتيتكم من بين تلك الصخور القاسية، وتلك الرمال العاتية، وتلك الأخطاء الجارِفة دون ندم ولا تَندُم!
أتيت لأخبركم بأن الخطأ لا يُصبِح صواب ولا الصواب يُصبِح خطأ! ولا الندم يُفيد ولا الفوات يعود؛ فإنهم خطان لايلتقيان ولكن رُبما يتقاطعان، الخطأ قد يعيق الصواب ولكنه يعلمك الدروس لتعرِف طريقك لِلصواب، قد تنبُت زهرة غريبة في البُستان في مكان ليس بمكانها ويحتار البُستاني بقطفِها؛ ولكنه يتركها فتُجَمِل المكان حتى ولو كان وجودها خطأ ولكن قد تكون رائعة بالقدر الذي يدمِر التربة والمواد العضوية وغيرها فهنا يكون وجودها آفه كان على البُستاني التخلص منها ولكن! فات الآوان
عليه الآن أن يُصحِح هذا الخطأ الذي ارتكبه، وأعاق سير وازدهار بُستانه، فيتعلم من هذا الخطأ أن لا يجعل من متعة وجمالية الأخطاء ووجود الأشياء بالمكان الخطأ أن تخدعه!
عليه أن يتحقق من مدى صحتها وصوابها ليتمتع بها وبوجودها.
قرأت اقتباس رائع يقول: “أعتقد أن أول خطوة للتصالح مع الذات، هو أن يبقى الشخص ممتناً للأخطاء التي أوصلتهُ لمرحلة الوعي”.
ومن هنا وجدت الذكريات تعود وتتشكل والأُحجية تتصفصف وكأنها لحظة الإدراك بأن كل ماكُنا نعتقد بأنه مشكلة كبيرة قد مضى كالسراب ولكن الأثر كيف؟
الأثر داخلنا ماذا شَكّل؟ وعلى ماذا دهس!
وهل كان الأثر يغْلِبَهُ السوء أم الصِحة؟
كم من شخص مِنا تعلم من هذا الحدث
وهذه المشكلة!
وعاد لصوابه وتصرّف بالتصرف الصحيح؛ الذي لايجعله يمُر بالوقت العصيب الذي شَكلتْهُ قسوته على نفسه
قد نكون نرى الأمر بنفس وقت المشكلة بأنه كبير جداً ومتشعب كتشعب حرائق كاليفورنيا وكأنه لن ينطفئ؛ ولكن بالنهاية يخمِد ذلك الحريق وتلك الرياح تهدأ ومن يتضرر؟
يتضرر من لم يتدبروا الأمر بشكل جيد، من لم يتصرفوا بالشكل الصحيح، تنهار أرواحهم وكينونتهم و يأخذون حذرهم من بعد هذا الأمر ليتفادوه مستقبلاً..
وهذا هو ما يسمى بحل للمشكلة، وهنا يتحول الخطأ لِصواب عندما نتعلم منه الدرس ونتصِف بالحلم والتأني بالتصرف، وبالكلام، وبردود الأفعال تجاه المواقف والأشخاص وكل العوائق التي ممكن أن تعيق الأمور والحياة بشكل عام.
أجد بأننا كما يقول الاقتباس؛ علينا أن نتعلم من أخطائنا ونكون ممتنين لها لتتحول لدروس عظيمة تتطور فيها شخصياتنا ونعرف ماذا نفعل في المواقف ونصِل للوعي الذي تُشكِلَهُ التجارب
نعم.. نعم يارِفاق هذه هي التجارب التي تُشكِلُنا
فنحن نرى أنْفُسنا بعد عام على حسب تعاملنا في هذا العام مع المواقف والأحداث والمشاكل وطرق تعاملنا معها بشكل جيد أم لا!
لنتجاوز اللوم والجلد الذاتي أعرِفوا بأنَهُ ليس لَكُم لوّم بكل مامضى، ومايحدث، وماسيحدث كونوا ممتنين لصوابكم، ولأخطائكم يارِفاق.
إن قناعاتكم وأفكاركم هي التي تنشر النور وتكون قنديل النور أمامكم لتتعلموا، وتتعثروا في درب الحياة، وتعيشوا وتجاهدوا لطاعة الله أولاً، ومن ثم للوصول لذلك الحلم الذي زرعه الله داخلكم. قد يكون بسيطاً ولكن امتلأت قلوبكم شغفاً وحُباً به، هل أقُل لكم شيئاً يارِفاق؟
ذلك الحُلم لن تصلوه
نعم، إن كنتم لازِلْتُم تلومون ذواتِكُم
لاتتعلمون، ولا تتخطون أخطاءكم
تنتظرون الشوك يُزال بذاته عنكم
لاتحاولون، ولا تُبصِرون طريقكم
كونوا واعين مُدرِكين لأفعالكم
تجاوزوا، وعيشوا وكونوا شاكرين لله.
-ريناد آل منسي
المدققة: غدي العصيلي