
يوم تأسيس وطن عظيم
في قلب كل شبر من أرض الوطن، ينبض تاريخ عميق، حكايات عن تضحيات وأحلام عظيمة، زرع بها الأجداد بذور النماء في أراضٍ قاحلة، فازدهرت وأصبحت اليوم صرحًا شامخًا يعانق السماء. نحتفل اليوم بتأسيس وطننا، فالوطن ليس مجرد مكان على الخريطة، بل هو نبض الحلم الذي يروي أوجاع الماضي وآمال المستقبل. هو تلك الأرض التي أنجبتنا واحتضنتنا بحبها قبل أن نحتضنها نحن بكل شغف، وهو دين علينا رد الجميل له.
في يوم التأسيس، نسترجع معًا لحظات تاريخية حملت معها القوة والعزيمة، لحظة تأسيس الدولة السعودية الأولى على يد الإمام محمد بن سعود، وشيخه محمد بن عبالوهاب رحمهم الله، والذين رسّخوا فينا معاني الوحدة والانتماء. كان هذا التأسيس نقطة تحول، حلمًا بدأ صغيرًا في صحراء نجد، ليصبح اليوم واقعًا عظيمًا يضم تحت رايته كل جزء من هذا الوطن.
يوم التأسيس ليس مجرد ذكرى في التقويم، بل هو تجديد للروح، وتذكير لنا بأن الوحدة هي أساس قوتنا، وأن القيم التي أرساها الأجداد لا تزال حيّة في قلوبنا. في هذا اليوم، نرفع أعيننا إلى السماء شاكرين الله على نعمة الاستقرار والأمان التي نعيشها، فهي نعمة لا تقدر بثمن.
واليوم، ونحن نحتفل بيوم التأسيس، نتذكر أن هذا الوطن هو منبع كرامتنا وملاذنا في السراء والضراء. في كل زاوية من زواياه هناك قصة تُروى، وكل مدينة وقرية تحمل ذكريات رجال ونساء كانوا وراء بناء هذا الكيان العظيم. ونحن اليوم، بفضل الله، ثم بفضل قيادتنا الحكيمة، نواصل السير على درب الأجداد، نبني وطنًا قويًا وعزيزًا يظل شامخًا بين الأمم.
يوم التأسيس هو يوم نقف فيه جميعًا فخورين بماضينا ومستقبلنا، شاكرين هذه الأرض الطيبة التي احتضنتنا عبر التاريخ. هو يوم نردد فيه معًا: “مملكتنا، وطننا، عزتنا، فخرنا”، ونظل مخلصين لهذا الوطن الذي لا يُعوَّض.
فماضينا العريق هو حصاد يومنا المزدهر، وصحراؤنا القاحلة أصبحت اليوم رياضًا خضراء. ومع مرور السنوات، يظل يوم التأسيس جسرًا بين الماضي والحاضر، رابطًا بين الأجيال. في هذا اليوم، نشعر جميعًا أننا جزء من هذه المسيرة العظيمة، وأن علينا الاستمرار في حمل راية الوطن، والعمل على ترسيخ قيمه العميقة. فمعًا سنواصل المسير، ونحسن الصنيع، لتفخر بنا هذه الأرض التي وُجدنا من أجلها.
وطننا الغالي، حق علينا مواصلة ازدهارك، وزرع كل ربوعك حبًا وعشقًا. كنتَ لنا الحضن الآمن، وسنكون لك الأبناء الأوفياء.