رفاهية الاختيار

” الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يصنع شقاءه بنفسه “
كانت هذه عبارة راودتني، بل اعترتني الدهشة حينما قلتها في ذلك الحديث العابر مع أحدهم، عن الإنسان والحياة، ومن ثم احتدم النقاش عن الكيفية التي يصنع بها الإنسان شقاءه.
وأعتقد أنه من خلال نظرة أو تأملٌ بسيط في مجريات حياة الإنسان، نجد أشكال عدة عن هذا الأمر لعل أبرزها؛ إصراره على أحلام لا مكان لها في واقعه، وبقاءه في محيط سام يستنزف روحه ومشاعره، كذلك المكوث طويلاً في محطات الانتظار، بل وانتظار كل الأشياء التي يعلم تمام اليقين انها لن تأتي،
وربما أصغر أشكال صناعة الشقاء، هو تتبع والحرص على مشاهدة وسماع الأخبار السيئة والتي تثير الحزن بداخله، وهذا ما يحذر منه الكثير من أهل العلم والأطباء النفسيين.
والقائمة تطول بأشكالٍ عده، ولن يسعني الوقت، أو حتى تسفعني الكلمات في إحصاء كل ذلك ، ولعل السؤال الأهم يبرز هنا ألا وهو ؛ كيف يستطيع الإنسان إيقاف صناعة شقاءه، متى سيتخلص من موهبة إثارة كل ما يعكر عليه صفوه؟
والإجابة بلا شك لا يملكها إلا الإنسان نفسه، فالإنسان مخير، وكل منا يتحمل تبعات اختياراته ، وربما يتمتع بشيء من رفاهية الاختيار في هذا الجانب على الأقل،فهو إن شاء أختار سعادته أو شقاءه، وكل الطرق التي قد تؤدي إلى كلٍ منهما.

بقلم: نوال المطيري

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

1 فكرة عن “رفاهية الإختيار”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن