
جسور التواصل
في الحياة كل ما هو جيد يستمر ولاينتهي، ومن ضمن تلك العلاقات الإنسانية التي لا غنى لنا عنها، فهي جزء من منظومة هذا الكون.
إن جسور التواصل تعد من أهم الأمور التي ترفع من شأن المجتمع وتزيد من قوته ومن فاعلية الفرد
بالفعل … الحياة ليست أنا ولا أنتم؛ بل نحن.
فأقوى ما تقوم عليه العلاقات وأساس بنائها هو التواصل الفعال، فهي شبكة من الروابط التي تدعمنا وتحقق أهدافنا، وتنعكس على إنجازاتنا فتصبح أكثر تنوعاً ووفرة، فما أجمل أن ننمي العلاقات بأسس صحيحة مبنية على الود المحفوظ والاحترام المتبادل.
بإمكاننا أن نمنح الأخرين ما نريده منهم ليبقى أثر العلاقات ممتداً في حياتنا؛ باعتبارها إحدى جوانب الحياة المهمة، بل هي فن من فنونها لا يتقنه البعض، لكن من لطف الله أنه فن يمكن اكتسابه.
تتوسع دائرة علاقاتنا الإيجابية المتوازنة سواءً كانت سطحية أو عميقة، وقتية أو طويلة المدى فتزداد حياتنا جمالاً وسعادة.
إن بناء العلاقات يحتاج إلى جهد ووقت وعناية مستمرة، فكل شخص في حياتنا مهم ونحن من يحدد كيفية هذا التوازن.
ليست العلاقات أمراً خارقاُ للطبيعة؛ بل هي مثل لوحة البازل كل قطعة تكمل الأخرى بترابط فريد، فجمال الحياة يكمن في العلاقات الأسرية والصداقة والمهنية وكل ما يغمرنا بدفء القلوب وهذا ما نحتاج إليه في تقلبات الحياة.
ولبناء علاقات قوية وناجحة يمكننا اتباع استراتيجيات بسيطة وفعالة ومنها:
جودة الكلمة الطيبة لما لها من وقع عظيم في النفوس فهي لاتؤثر على سامعها؛ بل حتى على قائلها.
قد تكون علاجاً ومواساة أو حتى جبراً لخاطر “لاخيل عندك تهديه ولا مال، فليسعد النطق إن لم يسعد الحال”
التواضع والاحترام والتقدير هي بوصلتنا الإنسانية، إنها أساس العلاقات الناجحة كما يقول فرانك بايزن “الإحترام هو الحب مرتدياً ملابس بسيطة”.
إن لكل إنسان رغبة فطرية في أن يكون موضع تقدير فكلمات مثل: (أقدّر تصرفك، أعجبني تفكيرك، أحترم ذوقك) تصنع فارقاً كبيراً.
ولدوام العلاقات علينا التحلي بنقاء القلب وصفاء النية والتسامح وتجاوز الخلافات والإتصال المستمر مع احترام الحدود المتوازنة فإننا -ودون أدنى شك في ذلك- قد نفقد علاقاتنا عندما نخطئ في احتساب تلك المسافة فتنعدم بذلك الألفة (لا تقترب لدرجة الملل ولاتبتعد لدرجة الجفاء)
وتجنب اللوم والنقد الجارح واحرص على كلماتك لأن الكلمة القاسية قد تهدم جسور التواصل؛ كما أن الإختلاف في الأراء لا يعني نهاية الود بل يمكننا أن نختلف دون أن نكون مخالفين.
ختاماً… لتحقيق السلام الداخلي اجعل رضا الله هدفك الأول فهو المفتاح لعلاقات ناجحة وسعيدة، كما قال في ذلك الطنطاوي رحمه الله: “إرضاء الناس غاية لا تُدرك، وإرضاء الله غاية لا تُترك، فاترك مالا يُدرك وأدرك مالا يُترك”
عزيزي القارئ..
ما الخطوة التي ستبدأ بها اليوم لتحسين علاقاتك؟
أدام الله لنا ولكم خير العلاقات
الكاتبة: تهاني الدريهم
المدققة: غدي العصيلي