أنا أعتذر…. وأنا قبلت

كيف الحال؟
بخير ..لماذا أتيت؟
حاولت النوم بالأمس ولم أستطع، كنت أفكر كيف أتقدم بكل شجاعة لأعتذر لك.
قبل أن تبدأ بالاعتذار لماذا نعتذر؟
نحن نعيش الجانب الاجتماعي من حياتنا ونملك علاقات مختلفة أصحاب، زملاء عمل، ومعارف. فهناك أشخاص قد ارتكبنا أخطاء تجاههم ولأن بعض الأخطاء تُغتفر وبعضها لا؛ فالاعتذار أيضًا بعضه يُقبل وبعضه لا، ماعلينا فعله هو الاعتراف بالخطأ والاعتذار لهم.
أما كيف يأتي الاعتذار؟
فهو يأتي بالرغبة والأسلوب الذي يمتزج بالعقلانية والإقناع في الاعتذار.
لا يخفى علينا أن التأخر في الاعتذار يولّد شعور سلبي وربما نقول لأنفسنا لاداعي له فقد فات الآوان، وأن هناك أسباب أخرى تمنعنا من الاعتذار؛ كالكبرياء، قلة الوعي بأهميته في حياتنا، شعور بالخجل من فكرة الاعتذار، وأخيرًا الخوف بعدم تقبل الآخرين للاعتذار.
لنعتذر من غير خَلق أعذار أو حتى شروط ونكون مسؤولي الإصلاح.
لنعتذر حتى يكون هناك فرصة لتحسين ما أتلفناها.
لنعبّر عن ذلك الندم بكل احترام وصدق.
تقديم الاعتذار يأتي بمعرفة الخطأ؛ والاعتذار بكل أدب ليس عيبًا.
نحن نعتذر عن كل من أخطائنا بحقه وماخلّفته تلك المواقف بالألم والأذى والإزعاج.
ولا أقول أن الاعتذار يكمن لمن أخطائنا بحقه وإنما لذواتنا عن ضياع الوقت، ومجالسة أشخاص لا فائدة منهم. نحتاج للاعتذار فهو خُلق، وقيمة اجتماعية وثقافية، ودعوة للتعايش والتآلف وطرد التعالي والمشاعر السلبية.
يقول ديستوفيسكي “الاعتذار عندما نتأخر عن موعد أو نغيب عن اجتماع أو نكسر شيئًا ثمينًا لكن لا يمكنك الاعتذار بعد أن تكسر شخصًا أو تثقله بشعور أو تمسّ كرامة”.
وإلى الآن مازلنا نسمع أن الاعتذار من شِيم الكبار والاعتراف بالخطأ فضيلة. فبالاعتذارِ نتّصفُ بالقوةٍ والثقةٍ بالنفس وهذا يُكسبنا ويُزيدنا ولا يُنقصنا.
وكما قال الشافعي: “قيل لي قد أساء إليك فلان ومقام الفتى على الذل عار فقلت: قد جاءني وأحدث عذرًا فدية الذنب عندنا اعتذار”.
أما الآن أنا أعتذر …. وأنا قبلت. صافية سعيد