مهجورة كمدينة منفية

أشعر بضيقة تنتابني ودموع على الأوجانِ مجراها بلا أدنى شعور
أكره تلك الغصة اللتي تظل عالقة بداخلي
وتلك الرجعة التي يسبقها انكساري
لم أجد من يحمل بؤسي وخيبتي
لم أجد من يداوي جرحي العميق
تهت ووقعت بضياع وكأنه شكل من أشكال الجحيم
أنهكت نفسياً وروحياً وجسدياً وعقلياً
من التظاهر وكأن لاشي يحدث
لم أكن مخطئة فمشاعري فاضت حتى غرقنا سوياً
وها أنا بالثالثة فجراً أصارع ألمي
أصارع الذكريات السيئة
أصارع شبح الأحلام المرسومة بمخيلتي
فوضى عارمة تعج بداخلي
أصبحت مهجورة تماماً كمدينة منفية
سحقاً يبدو أن الذكريات لاتنوي مغادرتي
ففي بعض الأحيان أشعر وكأن لا وجود لي
متخبطة كشجرة في يوم عاصف
لا أحد يكترث لأمري
مضت تلك الأيام بكل مافيها
بلونها المعتم ومرارتها
غدت مجرد ذكرى بالماضي
وكأن لاوجود لها فقط أحاديث تتناقل
رأيت النور وتبدل العبوس لبسمة والحزن للرضى
فتجاوزت الصعاب وكأنها لم تكن
فذلك درساً لي ولك وبالقرطاس سيدون
أجعل مامررت به
نصب عينك ولا تبتأس
سيجلي خالقك ما أصابك وسيشرح صدرك
كلما داهمك القلق وتسلل إليك الوجل
فكما انقضت الأوقات العسيرة من قبل ستنقضي هذة
اجعل ثقتك بالله وحدة
وسر بكل تفائل
حتماً ستصادف بسيرك العديد من التخبطات
ولكن لاتبالي ففوقك المدبر العظيم.

للكاتبة: نوف الحارثي
تدقيق: سحر الضبيب