سهام العتيبي
في كل حلقة ارتباط هنالك رأس هرم يعاد له الحسبان وتورد له المآثر، وينتهض الشباب لتدوير عجلة التنمية في بقعته، وحينما يُفتقد رأس الهرم تتشتت البقعة وتنهار أصولها وتهجر أركانها هذا تمامًا ما يلحق القرى والمراكز المتأخرة في مواكبة التنمية في الدولة وتحقيق الرؤية الاستراتيجية لنهضة البلاد والشباب.
شاب في منتصف العمر يبحث عن وظيفة قريبة لأهله فيطول دربه حتى يبدأ الزمان بدق جرس إنذاره فالأيام طوتها الشهور والشهور آلت عليها السنوات وهو مازال يبحث عن وظيفة قريبة من أهله
وحينما نعود للأسباب نجد أن المراكز والقرى التي يحكمها وجهاء القبائل في الأغلب يغبط عليها عرق المجاملة ومحسوبيات التقدير والاحترام، فتجد مدينة متكاملة النطاقات لتكون محافظة ولا تتقدم عن كونها مركز، وحينما تبحث عن المسببات تجد أن الجميع يخلي مسؤوليته وأصحاب سيادة المحسوبية في آذانهم وسائد من ريش، لا يريدون أن يتحملوا أعباءً على أعبائهم ولا أن يخسروا مناصب وهبت لهم في ظل الوجاهة القبلية!
ومن يكون فريسة للحظ وقنصة للملل هم الشباب والفتيات فإما أن يهاجروا للمناطق الرئيسية لتتبع لقمة العيش أو أن يظلوا حبيسي مدينة ينتظرون بها مطاف الحظ أن يهبهم أمنياتهم.
فهل الهجرة حل؟ أم أن التنمية سبيل للاستقرار؟
في ظل رؤية استراتيجية تنظر بعمق لأهداف نمطية تحقق مستويات دولية تعانق القمم في نتائجها ومحصلاتها الاقتصادية والصناعية.
فيا سادة القرى والمراكز، إن لم تتعاجلوا في تنمية البقعة التي يسيطر عليها أمركم، وإلا ستهفون الذباب لوحدكم بعد أن يهاجر منها الناس ولا يبقى فيها إلا أعشاش الحمام.
السيادة والقيادة ليست بمال يتلوه منام، ولكن القيادة حكمة تسيرها الآمال.