مرض العصور منذ الأزل.

العنصرية كانت ومازلت من أخطر المشاكل الإجتماعية التي عانت منها الشعوب والأمم ومن أبشع الجرائم التي تعرضت لها أقلياتٌ كثيرة حول العالم وسلبت منهم لذة الحرية والكرامة والحياة.

عندما نقول بأن العنصرية في معناها الصريح وهو “التقليل من شأن الأخرين والإغترار بالنفس” خٌلق كريه، عاقب الله عليه أشد العقاب فأننا نتذكر أولُ حادثةٍ عنصرية حدثت على وجه الأرض والتي قام بها إبليس عندما أمره الله بالسجود لآدم فاستكبر، في قوله تعالى: (ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ، قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) فكانت العقوبة لهذا الفعل البغيض (قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين)، إن هذه الحادثة في أصلها ومعناها لتُبين كراهية وقبح هذا الفعل وماينطوي عليه من انتقاصٍ واستهزاءٍ ونظرةٍ دونية للأشخاص الذين تُمارس عليهم العنصرية من قبل أشخاصٍ ضعيفي عقلٍ وعلم، يعتقدون بأنهم أفضل من غيرهم لكونهم حظوا بصفاتٍ أو ميزاتٍ حُرموا منها غيرهم!

العنصريون! هم أشخاص يعتقدون بأن الميزات الفطرية التي وهبهم الله إياها دون إختيارٍ أو فعلٍ منهم تحدد سلوك الأنسان بيولوجيًا، كما أن مذهب العنصرية يقوم على فكرة أن الدم هو العامل الذي يحدد الهوية القومية والعرقية، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فهو يزخر بقصصٍ عديدة حول هذا النوع من العنصرية وغيرها أيضًا من أنواع العنصرية التي لم يتسنى لي ذكرُها.

ونحن هنا في الدول العربية تحديداً، نُعاني كثيراً من أشكالٍ متنوعة من العنصرية أضعفتنا وأدخلتنا في دوامةٍ من الحروب والمشاكل بين عدة تياراتٍ وأحزابٍ وفصائل، سواءً كانت دينيًا بين المسلمين واليهود أو مذهبيًا بين السنة والشيعة أو فكريًا بين التيار الوسطي والليبرالية والعلمانية أو من حيث الأصل والنسب إضافةً إلى العنصرية بين المُواطن الأصلي والأجنبي.

أختم حديثي في هذا الموضوع بقولي:
لم تأتِ العنصرية في مكانٍ إلا وأفسدته، ولم تُمارس في مجتمعٍ إلا وفرقته، ولم تُتأخذ سلوكًا في أي دولةٍ إلا وأضعفتها وأفقدتها أمنها واستقرارها والشواهد على ذلك لا حصر لها.

بقلم: سهام الروقي.

@sehamalrouqi

تصميم:

رهام باعمر
@Roma_Design1

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

5 أفكار عن “مرض العصور منذ الأزل.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن