هل لا يزال رمضان كما عهدناه ؟

هل لا يزال رمضان كما عهدناه؟

رمضان هو شهر الصيام والعبادة، شهر المغفرة والعتق من النار، وإجابة الدعوات، هذا ما عرفناه عنه دائمًا.

لكنه في السنوات الأخيرة أصبح أيضًا موسماً للمسلسلات والبرامج الترفيهية، حتى بات البعض ينتظر قدومه لمتابعة الأعمال الدرامية الجديدة بدلًا من استثماره في العبادات ، ومع قوة الإعلام وتأثيره تحوّل الشهر الفضيل إلى بوابة لعرض المسلسلات وكأنها جزء أساسي منه.

فكيف يمكننا استعادة المعنى الحقيقي لرمضان؟

كيف أصبح رمضان موسمًا للترفيه؟

بداية ظاهرة المسلسلات الرمضانية تعود إلى الثمانينات ، لكنها لم تترسخ كموسم ثابت إلا في التسعينات . ومنذ ذالك الحين، أصبح رمضان أكثر الأشهر ازدحاماً بالأعمال التلفزيونية، حيث يتسابق المنتجون لتقديم أعمال تُعرض حصرياً خلاله. في المقابل، يفترض أن يكون هذا الشهر فرصة للتقرب إلى الله، لكنه تحوّل عند البعض إلى وقت للانشغال بالدنيا وملهياتها.

لو سألت نفسك: هل شغفك بمتابعة المسلسلات في رمضان يشبه شغفك بقراءة القرآن أو تعلم شيء جديد عن الدين؟ رغم كثرة البرامج الدينية، إلا أن الإعلام لا يمنحها نفس الزخم والاهتمام، مما يجعل المحتوى الترفيهي هو المسيطر على المشهد.

الآثار السلبية لمسلسلات رمضان

الانشغال بالمسلسلات يسرق منك فرصة عظيمة للدعاء والعبادة في أكثر الأوقات بركة، مما يؤدي إلى فتور روحاني خاصة في منتصف الشهر. هذا الوقت ليس مجرد شهر عابر، بل فرصة لتغيير حياتك واستجابة دعواتك، لكن انشغالك بالملهيات قد يسلب منك هذا الخير. والأسوأ من ذلك، أن كثيراً من هذه الأعمال تنشر رسائل أو مشاهد غير أخلاقية، مما ينعكس سلباً على الجو الروحاني الذي يفترض أن يميز رمضان.

الموازنة بين العبادة والترفيه :
المسلسلات والبرامج الترفيهية موجودة طوال العام، لذا يمكن تأجيل متابعتها لأي وقت آخر.
الأولوية في رمضان يجب أن تكون للعبادة، ومن الضروري تقليل الوقت المهدر في محتوى غير هادف، واستبداله ببرامج مفيدة أو أنشطة تعزز الروحانية.
اسأل نفسك يومياً : ماذا أنجزت اليوم؟ كيف استثمرت وقتي؟ وماذا قدمت لله؟

” اجعل رمضان محطة تغيير حقيقية “

رمضان فرصة لتحسين علاقتك مع الله، وإصلاح نفسك، وتربيتها على ما ينفعها.
لا تجعل الشهر يمر دون أن تخرج منه أقرب إلى الله، وقد تعلمت شيئًا جديدًا عن دينك، وقرأت من القرآن ما يفيدك في حياتك وبعد مماتك.
لا تسمح لهذا الشهر أن ينتهي دون أن تكون ممن كُتب لهم العتق من النار.

الكاتبة : وئام الهوساوي
المُدققة : هند أحمـد

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

شهر التجديد

شهر التجديد في أيام تملؤها الروحانية والسكينة تتجدد أرواحنا، وتنتقي عقولنا، وتتغذى أجسادنا.في شهر الرحمة

اقرأ المزيد

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن