قد تكون الكتابة نجاة لصاحبها، طريق عودة بعد المتاهة، ومرجع لترتيب الأفكار.
وأنا مؤمنة بأن الكتابة قد تنجي الشخص من غرق أفكاره، وقد تجعله يتقبّل أفكاره ويجدد السلبية بغير إيجابية، فإن الكتابة ملجأ ومنجى لصاحبها وليست فقط لمن يملك هذه الهِبة؛ وإنما هي أيضاً نجاة لشخص ضاع كثيرًا، جميعنا نستطيع الكتابة؛ ليس المهم تكون إبداعية وليس من المهم أن تكون للعالَم أجمع، وإنما بين الشخص وأفكاره ورقة وقلم!
ورقة وقلم تنسرِد داخلها الكلمات بشكل منمق، أو عشوائي بشكل بسيط أو عميق، المهم أن الكلمات تتدحرج من العقل البشري وتتفكك العقد لتصبح سطورًا من الإبداع وقد تكون سطورًا من الفضفضة، وبعدها تستطيع الاحتفاظ بها أو حرقها.
وإنني أنصح كثيرًا بالكتابة وحرقها أو تقطيعها قطعاً صغيرة ثم رميها عندما تكون فضفضة بمعنى كتابات ذا مزاجٍ مختلف وقد يكون رميها والتخلص منها سبب في تحسين المزاج والنفسية كذلك.
اكتبوا واسردوا، عبّروا واحزنوا، ثم افرحوا ولكن بعدها انهضوا لخوض التجارب وعيش الحياة من جديد بروحٍ خفيفة كخِفة ريش الطير، حلّقوا عالياً بعد أن تتخلصوا من كل ماهو سلبي قد ترونه وتعيشونه، تجرّدوا منه وإن لم تستطيعوا تعايشوا معه وتأقلموا واصنعوا كوكب خاص لكم لتمرحوا فيه حتى ولو كان صعباً، هي حياة واحدة أفضّل العيش فيها دون قلق، أعيشها بحُب وروح مرحة راضية
فماذا عنك؟
الكاتبة: ريناد آل منسي
المدققة: غدي العصيلي