من نكون ياتُرى؟
في هذا العالم المعاصر المليء بالتعقيدات والتحديات، يبحث الإنسان عن إجابات عن أسئلة أساسية تدور في ذهنه. إحدى هذه الأسئلة العميقة هي “من نكون ياتُرى؟”
نحن جميعاً كائنات فريدة، خُلق كل منا ببصمة مُميزة لا تتكرّر، و هذا السؤال الصلب يدفعنا لاستكشاف هويتنا وفهم أصلنا ومكانتنا في هذا الكون الواسع الذي أصبح متطوراً وسريع. سنستكشف هنا هذا السؤال العميق لنرى عالماً آخر خلفه، وسنتحدث عن الجوانب الفردية والاجتماعية والروحية لهُويتنا، وسنستكشف أيضًا كيف يمكننا تحقيق النجاح والسعادة من خلال فهم من نحن حقًا.
الهُوية الفردية:
في حين أننا نتشتت بالتفكير لإيجاد الإجابة التي تكفينا، تبدأ الإجابة على سؤال “من نكون ياتُرى؟” بفهم الهُوية الفردية. إن هُويتنا الفردية تتكون من مجموعة من العوامل المختلفة التي تميزنا عن الآخرين. وتشمل هذه العوامل الوراثة والتربية والتجارب الحياتية والقيم والاهتمامات والمواهب والشخصية. إن هُويتنا الفردية هي ما يجعلنا فريدين ومميزين في هذا العالم.
لكل شخص هُويته الفريدة، قد يكون لدينا مواهب تميزنا في مجالات معينة مثل الفن أو العلوم أو الرياضة. قد يكون لدينا أيضًا اهتمامات خاصة تميزنا، مثل القراءة أو السفر أو الطهي. إن هذه العوامل المختلفة تشكل جزءًا لا يتجزأ من هُويتنا الفردية وتساهم في تحديد من نحن حقًا، ولو حاولنا وسعينا في إيجاد أنفسنا وفي إيجاد ماتحب وما تستهوي روحنا ستكون رحلة ممتعة في هذه الحياة فلايوجد مايسمى بتلك العبارات الي نسمعها مثل: “أنا لا أستطيع أن أتعلّم شيء” أو “ليس لدي مهارات وموهبة” والكثير من هذه العبارات. جميعنا يمتلك ذلك الجانب المميز الذي لن يتمكن أي شخص من رؤيته وامتلاكه بنفس التميز سوانا، جمعينا لدينا ما يميزنا، ولكن الفارق الوحيد بين أن تَملك وبين أن تفقد، هو المحاولة والبحث.
الهُوية الاجتماعية:
قد نكون أعضاء في عائلات وأصدقاء ومجتمعات محددة، وقد يكون لدينا أدوار محددة في هذه المجموعات مثل الأب، أو الأم، أو الصديق، أو الزميل في العمل. إن الهُوية الاجتماعية تعطينا الانتماء والهُوية الجماعية وتساهم في تحديد من نحن كأفراد في المجتمع ولكل فرد من هولاء الأفراد طباع ذات قيمة عالية يصنعه كل واحد منهم بماذا يقدم لمن أمامه وماذا يترك من أثر.
ومع ذلك، نحن أيضًا نتطور ونتغير على مر الزمن، ونتعلم من أخطائنا وننمو في حكمتنا. نحن نعيش لمحة في الزمان، ولكن يجب أن نسعى لتحقيق الرضا والسعادة وتحقيق أهدافنا الشخصية.
الهُوية الروحية:
وبعيدًا عن الهُوية الفردية والاجتماعية، هناك أيضًا الهُوية الروحية التي ترتبط بجانبنا الروحي والعميق فهي تعكس جمال ماخلف هذا الجسد وحياة أخرى مختلفة عن العقل. إن الهُوية الروحية تتعلق بالاعتقادات والقيم والمعتقدات الروحية التي نحملها وهي الشعور السابق لمن أمامك عنك فهناك أرواحًا في مُجالستها سرور وسكينة وهناك أرواح لا نريد أن نصادفها مرة أخرى.
ولكن في كلتا الحالتين، فإن الإنسان كائن فريد لا يتكرر، ولا يمكن إحصاء كل جوانب هويته بسهولة.
إذاً، من نكون يا تُرى؟ نحن نكون هُوية فريدة ومتعددة الأبعاد، نعبّر عن أنفسنا بطرق مختلفة، ونسعى للتطور والنمو. نحن نحمل في داخلنا القدرة على التأثير والتغيير، والسعي لبناء عالمٍ أفضل لأنفسنا وللآخرين.
لذا، استكشف ذاتك واكتشف قوتك وأهدافك. ابنِ هُويتك بناءً على قيمك واحلم بما هو أكبر منك. فنحن نكون من نحن بقدرتنا على تحقيق الإيجابية والتأثير والتغيير في هذا العالم المليء بالإمكانيات.
للكاتبة : شروق محفوظ جبلي
المدققة: غدي العصيلي