كُن دؤوبًا لتبني مجدًا !

في خضم معركة الحياة مرةً تذهب بنا رياح الحياة ومرة تعصِف بنا عواصف الأيام ومرةً تهُب نسمة هواء باردة تنعش أرواحُنا.
أجدني أفكر دائماً بأن الحياة مهما صعُبت بنظرنا لكننا لابُد أن نستمر بالحُلم، بالسعي بالشغف حتى ولو تِهنا يجب أن نتوقف لِبُرهه لنُفكر بكُل هدوء وبعدها نستمر من حيث توقفنا لا أن نتوقف للأبد!

قد أتوقف يوماً وأنظر لمَن يكبرونني وآخذ منهم الخبرة، وقد استرِق الصبر والقوة من تجاعيد وجه جدتي وهي تحكي لنا عن ماعاشته ولو لم تحكي فإن نتائج ماعاشته قد أراه أمامي الآن، فأستيقظ وأوقظ هذا الشخص العشريني الذي بداخلي فكُل ماساورني الإحباط أجِدُني أشد همتي وأشحذها لنقِف أنا وهي وروحي، فهَذِه هي الحياة هذه لذتها!

فـ ماذا لو توقفنا كثيراً؟
قد يفوتنا القطار؟ لا ليس هذا ما أخافه ولا أخاف أن يسبقني الجميع وينجح وأنا متوقفه لا؛ فكُل مايؤرِقني وكل ماقيدني الإحباط أنني أتذكر “شبابي في ماذا سأُفنيه؟”
إن لم أستيقظ الآن وأصنع مجداً لشبابي مادُمت استطيع متى سأصنعه؟

إن كبُرت يوماً فإنني شخص أريد أن أفخر بنفسي أمام نفسي قبل أن يكون أمام الآخرين!
إن شاخت روحي وتجعدت ملامحي وكبِرت في السن كثيراً وصلت السبعين والستين والثمانين، بماذا سأذكر شبابي؟

لهذا دائماً لابُد أن نصنع لنا مجداً نبدأ بكُل بساطة رويداً رويداً وننجز شيئاً بسيطاً ونكون ممتنين، قد تكون أهدافنا صغيرة جداً ولكنها هي ماتصنع لنا الهدف الكبير، مثلاً أن نرتب أولوياتنا ونكون أقرب إلى الله، ونعدل عاداتنا الدينية وعاداتنا الأجتماعية، وأن نصنع البهجة لأرواحنا ونبتسم ونتخلص من أحزاننا وضيقنا بقدر مانستطيع، ونركز على أنفسنا ونكتب أهدافنا وقد تختلف من شخص لآخر ولكنها ستفرِق في النهاية سنجِد أنفسنا وصلنا لمرحلة الرضا الروحي والإستقرار النفسي.

هُناك ظروف، وهُناك أيام صعبة، هُناك حياة ومشتتاتها، ولكنك ستهزم هذه الظروف جميعها بإرادتك ستبدأ دون أن تقسْ على نفسك دون أن تقصر بحق ذاتك، ابدأوا بخطى صغيرة يارِفاق لاتتوقفوا لمجرد التوقف.

أرى أن لكل شخص قصته وحياته وظروفه بالرُغم من كل شيء، فرُبما يرى أقرانه قد تعدوا وقد حالفهم النجاح في أمور كثيرة، فلا يجب أن نلوم أنفسنا بأننا -متأخرين-، إنني أجد القوة في سعيي وثبات تقدمي وتعلمي من الأخطاء، المهم هو عدم اليأس والتوقف فكل رزق نحصل عليه فالوقت المناسب فلا تقارنوا ولا تيأسوا ولو أخطأتم فلا مُشكلة، أنني لا أحُب قصص تطوير الذات النموذجية والمثالية أجدها مُمِله ولكن هُناك فعلاً أوقات تتأكد بأنك يجب أن تطور نفسك بأنك تبحث عن ماينقصك وتطوره استلهِموا وستصِلوا بإذن الله
ستكونون أمام راية الحلم في الأخير وأنتم مبتسمون.
نهاية الدروب الطويلة هذه ستكون كـنور الشمس، وكـظلال الأشجار، ولُطف غيم، ومطر الشتاء، ونسمات وشمس الربيع. ستصِلون وتكون النهاية مُريحة ومُرضية لكن فقط اطمئنوا ولا تتشتتوا، أصنعوا لشبابكم مايرضيكم في شيخوختكم.

الكاتبة: ريناد آل منسي
المدققة: غدي العصيلي

Share on facebook
مشاركة
Share on twitter
مشاركة
Share on linkedin
مشاركة

التعليقات :

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

أحدث المقالات

اشترك في النشرة البريدية

مجلة إعلامية تقدم محتوى هادف لتنمية ثقافة المجتمع وتعزيز الفنون وتبني الموهبة في بيئة تطوعية.

تواصل معنا

feslmalhdf@gmail.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع سلم الهدف © 2020

تواصل معنا

عبق إيماني

فن