عندما نبحث في محركات البحث العالمية عن ألمانيا؛ نجد حملة ضارية عن هذا الشعب المسالم، دونها أشخاص وربما كانت أراء وردود فعل ليس إلا عن طبيعة وأخلاق هذا الشعب الألماني، وكانت أغلب تلك الردود عن الكبرياء في التعامل وعدم تقبل الأخر وكل يدلو بدلوه، هذه التراكمات المعرفية جعلت لدى الكثير من الناس تحفظات عن هذا الشعب.
عندما نبحث عن ثقافة شعب ما؛ نجد الايجابي والسلبي فيه، ولكن عند البحث عن ثقافة الشعب الألماني نجد سلبيات مغلوطة في هذا الشعب دمِث الأخلاق.
ومن منطلق مقولة مارتن لوثر: ” نبدأ نهاية حياتنا في اليوم الذي نصمت فيه عن الأشياء ذات الأهمية ” سوف أذكر أشياء ذات أهمية:
أولها؛ اللطف والسماحة والمبادرة والاحترام من أساسيات التعامل مع الغرباء، يكون احترامك ككيان إنسان له قيمة، بعض النظر عن الأعراق والجنسيات، ولا يتعامل معك بمكانتك الاجتماعية، والمدهش في الأمر أن الطفل بالنسبة لهم أكثر أهمية ، بكل بساطة يعتبرون الطفل بمثابة الملاك وأن له الكثير من الأولويات في مجتمعهم.
ثانيها؛ أنهم شعب دقيق جدًا ومتقن للعمل في جميع مجريات حياتهم، وحتى أبسط الأمور في طريقة الكلام، أو تنظيم الوقت لحياتهم وجدولتها، وشعارهم الإتقان دائما، كأنهم يطبقون حديث الرسول عليه السلام وهو:
عن عائشة رضي الله عنها (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ ).
إن حصل و كان وجودك في ألمانيا في يوم الأحد. لا داعي أن تشعر بالخوف وسكون ووحشة المكان وعتق الشوارع القديمة، ولا داعي بترديد عبارة “جنة بدون ناس ما تنداس”، يعتبر يوم الأحد مقدس لهم للاسترخاء والتخطيط للمستقبل والتمتع بوقتهم الخاص العائلي، وهذا من ثالث المميزات.
رابعًا، لو حصل وفقدت غرضًا خاصًا، أطمئنك انك سوف تجده في أقرب شجرة فقدت فيها غرضك؛ لأن الأمانة لديهم من مقومات الحياة.
الميزة الخامسة؛ لو حصل وقلت شكرًا لمن قدم لك مشروبًا أو طعامًا؛ اعتبر طعامك صادر منك؛ فكلمة شكرا لديهم تعني لا أريد! ؛ فاِلأفضل استبدالها بمن فضلك أو نعم أريد.
من سوء الحظ أن تقول عيد ميلاد سعيد قبل العيد؛ لأن في العرف الألماني تقديمك التهنئة قبل الحدث يعتبر تشاؤم للشخص أو إصابته بمكروه أو إشارة إلى موته، والتهنئة تكون في نفس يوم العيد وهذا سادس ما يميّز شعبهم.
الميزة السبعة؛ لو حصل إن قمت بتسجيل طفلك في إحدى الروضات ” الكندر قاردن ” كما يطلقون عليها، يجب عليك الالتزام بحضور حفلات ونشاطات ابنك، إلا لظرف طارئ، هم يعتبرون تغيبك كسر لمشاعر الطفل، بمعنى آخر؛ هو عدم تقدير لاهتمامات طفلك مما يترتب عليه من تأثير على نفسية الطفل.
الاهتمام الخارجي من الأولويات والاهتمامات الأولية لكافة شرائح المجتمع وميزة تاسعة للشعب الألماني.
عاشرًا؛ روح المبادرة ومساعدة الآخرين هي ثقافة وعادة وطبع، وإن وقع منك شيء سوف تجد من يحضره وينفض ما علق به أيضًأ.
الميزة الحادية عشر، هم يقدرون المرأة و يعتبرونها كائن ضعيف وله احترام عال، وإن حصل وتم التعرض للمرأة يوجد لديهم رقم موحد لحماية المرأة.
اثنا عشر، إن حصل وتعرض أحدهم لوعكة صحية، ستكون الإسعافات في مكان الحادث وفي وقت قياسي، إما عن طريق سيارة الإسعافات أو الهليكوبتر الاسعافي، ستكون حاضرة أحداهما في الموقع حسب حركة المرور.
” لاشي في العالم أخطر من الجهل الخالص والغباء المتعمد ”
– لمارثن لوثر كينج.
وأخيرًا، أنا لا أتحيز لشعب معين، ولا لثقافة معينة؛ ولكني لا أريد أن نجهل ثقافات جميلة في العالم من حولنا، فقط أريد أن يكون لدينا ثقافة صحيحة عن شعب معين، وأسلوب حياة جديد.
تهاني الجريسي
4 أفكار عن “لن اصمت”
Pingback: dewasgp
Pingback: 늑대닷컴
Pingback: ป้ายติดท้ายรถ
Pingback: Browning A5