بشّر فؤادك بالسرور ..

كن متفائلًا إذا أردت النجاح والسعادة. قد تذبل وتنطفئ، وتظن أن بعد سقوطك لن تقف من جديد،  وقد تحزن وتيأس وكأن أبوابك أُغلقت لكن تأتي تلك الرحمة من الرحمن التي تبدل الأحوال إلى أحسنها،  فتجعل منك شخصًا كثيرُ الحمد والشكر لله وحده، فالله تعالى يحب دائمًا أن يسمع صوت عباده يدعونه،  ويذكرونه،ويحمدونه، ويسبحونه، ويهللونه. قال تعالى:(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) فلا تنس ذكره ولا تدع الدنيا الفانية تنسيك خالقك. في إحدى القُرى الصغير مرت مجموعة من النساء على فتاة ثيابها متسخة، وجميع المارّة تلفظوا عليها،  وكانت تبكي من تلك العبارات حتى نادى بها صوت من أعلاها وماسحًا على رأسها قائلًا  “لا تبكي يا جميلة (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًاً) ” نظرت إليه بتعجبّ وقالت”كيف؟” ابتسم لها وقال: “غدًا أجمل” وانطلق بعد ذلك بعيدًا،  سارت تلك الفتاة حتى وصلت لخيمة كانت تعيش بها مع والدتها وأخبرتهافقالت لها:  “تمنّي أمنية وكرّريها وغدًا تصبحين أميرة بإبتسامة تفاؤل وأمل”  وفي وقت النوم دعت الله كثيرًا وتمنت أمنية كانت تردّدها وتتذكّرما حدث لها بعدها قالت:  “وكّلتها للعزيز الحكيم” (بشِّر فؤادكَ بالسُّرورِ فرُبَّما أنَّ الذي ترجوهُ باتَ قَريبًا). وبعد مرور أسبوعين من تمتمات الفتاة حدث غير المتوقع!  وهو أنها ملكت ثروة كبيرة وصاحب تلك الثروة مجهول الهوية حمدت الله ولكن كانت بحيرة من أمرها،  هل تبحث عن ذلك الشخص الذي كان سبب في حصولها على الثروة؟  أم تكثر الحمد لخالقها الذي رزقها بعد الصبر وأبدلحالها إلى حالٍ أفضل؟ بعد مرور عام تكررت نفس الحادثة لفتاة أخرى وأخبرت عامة الناس ما حدث لها،  سمعت تلك الفتاة الحامدة لله وابتسمت وكأن قصتها تمرّ أمام عينيها فحمدت الله كثيرًا.  فذلك الرجل كان يذكّرهم ويحقق أمنياتهم لتزيد قوتهم بخالقهم وحتى  لا ينسوا من أكرمهم في مِحنهم الصعبةوالتي تحولت بتلك السهولة إلى أجمل نعمة. “كُن نافعًا.. ولو بالنيّة؛ فإنّ الله إذا رأى فيك خيرًا، يسّرك له” وأيضًا “إنّما الأعمال بالنَّيّات”. لا تفكر في كيفية الفرج، فالله تعالى إذا أراد شيئًا هيأ له الأسباب بشكل لا يخطر على البال،  فجمال الفرج يأتي من حيث لا تدري. فأحسن ظنك بالله ليهدي قلبك ويشرح صدرك،  اذكر الله كثيرًا وألِحّ بدعائك له مرارًا وتكرارًا بكل تركيز وإدراك حتى يسقى الأمل بك. “رفعتُ للهِ فيالآفاقِ أُمنيةً حاشاهُ يحرمُ قلبي ما تمنّاهُ،  سأُحسِنُ الظنّ مهما طالَ بي أملي كم مُستحيلٍ بحُسنِ الظنّ نِلناهُ”. ضع قوتك وأملك بالله وكن دومًا متفائل حتى وإن حدث لك مايحزنك ، سيكون بعد الحزن أمرٌ جميلٌ.  ثق بالله وتبرأ من قوتك كلها لله الواحدالقهار،  فالأشياء الجميلة قد تتأخر بالقدوم لكن لذتها أجمل،  و ما يُدريك لعلك تقف غدًا أمام أحلامك قائلًا: “قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا”.