بينما نحن نعيش بدايات إجازةٍ تستغرق أربعة أشهر مضى منها ما مضى البعض اسثمرها لنماء عقله ، ونفسه والبعض أضاع وقته وندم !
إنه نعمة أن يكون لديك ” وقتٌ فارغ ” نعمة كبيرة خُسرانها خسرٌ عظيم ، أن يكون لديك وقت فراغ هي فرصةٌ ذهبية يقتنصها الناجحون يجعلوها من صالحهم ولا شك إن تفويتها أمرٌ وبيل لصاحبها وقد قال نبينا الكريم ﷺ: ” نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس الصّحة و الفراغ ” .
الإجازة الصيفية السنوية تأتي كل عامٍ بعد جهد ثمانية أشهر في طلب العلم ، والمعرفة تأتي فرصة راحة لطالب العلم ، والحظيظ من جمع فيها بين الراحة والفائدة ، من استمثرها لتنمية ذاته وفكره ، لإكتساب مهارةٍ جديدة ، أو دراسةٍ علمٍ نافع، أو ممارسة هواية مفيدة، أو العمل لفترةٍ معينة وغيرها الكثير والكثير من الأشياء التي يستغل فيها الإنسان إجازته .
لنستشعر سوياً كيف أن يهبك الله وقتاً فارغاً ومهارة أو قدرة على عمل وتضيعْ هذه الهبة الإلٰهية من يديك ، في المقابل هناك من يتمنى أن تحصل له تلك الفرصة التي بين يديك وأنت تضيّعها ولم تدرك حجمها .
اجعل إجازتك هذه السنة تغييراً لحياتك ، بوابةً لنجاحاتك ، ونقطة إنطلاقة لفكرةٍ تراودك ، لعملٍ تُحبه ، لموهبةٍ تتطور فيها ، لعلمٍ تقدمه للغير ، لكتبٌ لم تسنح لك الفرصة من قبل قرائتها ، لدوراتٍ تستفيد منها ، لحفظ كتاب الله ، لدراسة مجالٍ أحببته ، لعملٍ تطوعي تبتغي ثواب الله منه ، لكل خيرٌ وعلمٍ وعملٍ تستطيع القيام به مادمت تملك مقوماته ، وأهمها : أن حباكَ الله وقتاً فارغاً وصحةً كاملةً وشباباً قادراً ، نعمٌ لا تقدّر بثمن .
– أربعة أشهر – هي هديةٌ بين يديك ولك الحريّة في إستغلالها ! أعدّ لك جدولاً وضع به ما تودّ تحقيقه من أهداف أو معرفة تُضاف لخزينة عقلك أو مهاراتٍ تجيد عملها ، أعدّ جدولك كما تُحب .
وتذكر : أن نهاية الأربعة أشهر عندما ترىٰ غيرك يفرح بتحقيق أهدافه واستغلاله لوقته ، حينها تستيقظ من غفلتك نادماً متحسّرا .
إجازةٌ مليئة بالنجاحات لكل من أعطي هذه الفرصة واستغلها فيما يُرضي الله و يعود عليه بالنفع .
سهام الروقي .