” النادرون هم الأصدقاء ”
لا تصنفهم جميعًا بأنهم أصدقائك، ليسوا كذلك مهما ضحكوا من أجلك، مهما رأيتهم مبتهجين لبهجتك، أين هُم وقت فزعك؟ حينما تلحفتَ الحزن، وانقلب حالك، وفقدت اتزانك، وأصبحتَ شخصًا مُكتئبًا ملولًا فتذهب لهم تبحث عن حلول، حينها لم يقُولوا عليك السلام، لم يضعوك بودائع الله وأنت بالمنام، ذهبوا وأنت خلفهم تُفكر بذهول أين ذلك الود؟ وتلك القبلات الصباحية؟ أين قفزات الاحتضان التي كادت أن تكسر أضلُعي؟ أين صديقي الذي عاهدنِي؟، بالرغم من أن الحياة كبيرة والقلوب التي تُحيطنا كثيرة؛ لكن قلوبنا الصغيرة تحتاج الصديق الصادق الذي إن حدث لا يكذب، و إن وعد لا يخلف، الصديق الصادق في حُبه، وعطائه، ومدة كفه، الذي يراك تميل ويشدّك إليه وتستقيم، يتقدم إليك ويحتوي قلبك المُنهك ويخفف عنك ثقل ما تشعُر به، وإن تطلّب منه الأمر أن يقف أمام العالم كي يحجب عنهم رؤية انكسارك سيقف، ولن يتردد لوهلةٍ واحدة؛ لأنهُ يحبك بلا سبب، ويأتيك بلا طلب، صديقٌ قلبه مليء بالإيمان إن رأك من الله تبتعد قال: ” إنهُ الهادي “، و إن كثرت ذنوبك قال: ” إنهُ الغفَّار “، و إن بكيت من قسوة الأيام قال: ” إنهُ الرحيم “، بالمعنى الأشمل؛ صديقك هو من يُذكرك في كُل مرة تغرق بها أنَّ الله النجاة!
الكاتبة:ريم القحطاني