كما أن للمجتمع السياسي وزارات ولكل وزارة وزير يرأسها، فإنه أيضاً بين المجتمعات وزارات أصبح فيها الأفراد أشبه بالأحزاب: (هذا صديق هذا عدو، هذا حبيب هذا غريب، هذا أخي ولكنه يكرهني!)
وكأن الحياة حلبة نزاع، من يغلب الآخر يكسب ويتقلد شعار البطولة ويتوسم بأنه بطل العالم فقط؛ لأنه استطاع التضييق على عدوه الذي هو بالأحرى أخيه أو جعله في دائرة حزنه بسبب أفعال من وضعه وزير! الوزير هنا ليس من يرأس الوزارة بل هو من يرأس القلب؛ ليكون اليد الحانية والقلب المُحب، هنا تبدأ قصة أسى عنوانها (ورقة حق هضمها الوزير)، وهاهم وزراء القلوب خانوا الوزارة وشاعوا فيها الفوضاء وزللوها بحقد توخم بالحسد صديقا!
لذا يا صديقي: إياك وأن تجعل لجميع الوزراء كل الصلاحيات في العبث بوزارتك بل وقيدهم في حدود الثقة واجعل مبدأك (ليس كل من يتظاهر بالنقاء نقي!)
سهام العتيبي